التحدي (قصه واقعيه)

[اسيـرة الهم..]

التحدي


قصة واقعية


لأدركت مرارة الألم والحزن وأنا في سن السادسة ,

عندما علمت إن الحياة مجموعة ألوان جميلة ,

وعرفت أنني حرمت منها , فمنذ ولادتي تزداد

حسرتي عندما اتوق لمعرفة ألوان غرفتي وفستاني

وحقيبة مدرستي . وكبرت هذه الحسرة في قلبي عندما

انتظمت في المدرسة , وحرمت اللعب مع زميلاتي في

الفسحة , ومن مادة الرسم ولكن والدي الحبيبين كانا

يهونان مرارة بلائي بدعائهما لي أن يلهمني الله الصبر والسلوان .

صرت سجينة البيت والمدرسة ولم يكن لدي صديقة تزورني وتتفقد

أحوالي , فكان المنقذ الوحيد لتطييب أزمة حياتي هو العلم ,

فكنت من المتفوقات .

وكبرت وكبرت معي حسرة قلبي , عندما كانت زيارة صديقة والدتي

لمنزلها , وبعد أن أهمت بالخروج وبعد ان سلمت عليها إذ

سمعتها تقول لوالدتي : مسكينة ابنتك حين أراها اتحسر عى

شبابها , صعب على الإنسان أن يعيش في ظلمة طوال حياته

وحتى المدرسة التي متنفسها الوحيد على حسب ظني لا تجد فيها

الراحة ,قاطعتها والدتي وهي غاضبة : يا اختي الحمد لله على كل حال

ولعل هذا البلاء مفتاح لتفوقها , وما أدراك فإن كل شئ بيد الله سبحانه .

كان هذا الحوار مثل البركان في قلبي ... أخذت أتخبط في سريري مع العلم

بأني أعرف قياس خطواتي في البيت ... دخلت الغرفة وأنا أقول لماذا أنا بالذات ؟

يا ليتني فقدت اي شئ إلا عيني إنني منبوذة في المجتمع ...يومي مثل أمسي مثل غدي

أصبحت أسيرة البيت ....لا صديقات ولا نزهات ولا حتى زيارة الأهل ...كرهت حياتي وكرهت

نفسي وكرهت الناس ...

وذات يوم بينما كنت وأسرتي على المائدة أخبرني والدي بقرار يفيد أنني سأنتظم في مدرسة خاصة

بالمكفوفين , وكأنني أحسست بدموع والدتي ومرارة القرار ,

فقلت لوالدي : أبتي العلم موجود في كل مكان المهم من يقنصه, وما أدراك يا والدي فلعلي

يكون لدي صديقة مكفوفة تحس بمعاناتي ودرست في هذه المدرسة التي رأيت زميلاتي فيها

بروحي وقلبي فكنا كالاسرة الواحدة , وكنت أتلهف للمدرسة وكنت متفوقة في دراستي حتى وصلت

للمرحلة الإعدادية التي من ضمن المواد التي أدرسها مادة الحاسوب .. أقبلت على هذه المادة وكنت

متفوقة فيها حيث رأيت فيها المتنفس الوحيد عندما خلا عالمي من الصديقات والنزهات .

وكان أجم هدية تلقيتها من والدي جهاز حاسوب (( فيزيو بريل )) الخاص بالمكفوفين .

دخلت المرحلة الثانوية بتفوق وانتظمت في الجامعة واخترت تخصص (( الحاسوب ))

وتفوقت وحصلت على امتياز مع مرتبة الشرف .

وكان حفل المتفوقات يوما لا أنساه أبدا , حيث اختاروني لألقي كلمة الخريجات , وحرصت

والدتي أن يكون من ضمن الحضور صديقتها التي زارتنا منذ سنوات تندب حالي .

وتقول والدتي : إنك لا تصدقين كيف كان شعورها .. أخذت تصفق لك بحرارة

وتكبر الله سبحانه , وتقول إنها متميزة متميزة .

بعد التخرج عشت بين شعور الفرح وشعور الخوف ......شعور الفرح

بأني حصلت على الشهادة الجامعية بامتياز ,وشعور الخوف على مصيري بعد التخرج في

مثل حالتي , وجعلت الدعاء واحة قلبي .

وفي يوم وأنا نائمة دخلت والدتي بين صرخات الفرح والاستبشار تقول (( ابنتي اصحي لدي بشرى لكي))

فقفزت من الفراش وانا أقول : ماذا يا أمي ؟ هيا قولي... ما هي البشرة؟

قالت : لديك مقابلة بخصوص وظيفتك

قلت : ماذا تقولين يا أمي ؟ اقرئي الورقة جيدا ..هل اسمي مدزن فعلا .

وذهبت إلى المقابلة , وشعرت حينها بالخوف والرهبة , ودار في خيالي الكثير من الأسئلة

هل يعلمون بحالتي ؟ هل سأنجح في المقابلة ؟ أتممت المقابلة ولكنني لا أعلم نتيجتها

مرت الايام وفكرت أن أفتح فصلا دراسيا لتدريس المكفوفات مواد دراسية للمرحلة الثانوية في الفترة

المسائية في منزلها ,وبعد شهور وصلت رسالة تخبرنا بأن توظفت في الجامعة (( قسم الحاسوب ))

مدربة ومبرمجة برامج الحاسوب ,كانم شعور رائعا كم كنت أريد أن أقفز من شدة الفرح .

واخيرا أقول إن الله سبحانه كريم .. جواد يجود بنعمه على عباده وهي لا تعد ولا تحصى

ولله عز وجل لا ينسى عبده المؤمن فهو في معيته بنصره وتأدييده .. وعشت حياتي بتحد ..

ولكن أي تحد .... إنه تحد كبير ..


تحياتي

 

[ريح هوجاء]

ما شالله على التحـــــــــــدي

من يعرف معنى الألم يدرك معنى التحدي .

تسلمي اختي اسيرة الهــــــــــــــم ونتريا جديدج

 

[اسيـرة الهم..]

ما شالله على التحـــــــــــدي

من يعرف معنى الألم يدرك معنى التحدي .

تسلمي اختي اسيرة الهــــــــــــــم ونتريا جديدج

شكـرا لمرورج ..

الله يعطيج العافييه

ودي لك