راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
ملحمة صنعها زايد
فكرت وحار بي الفكر، ونظرت وترى النظر ليس بعيدا.. نبتة عجيبة فاح عطرها وأثمر زهرها اختارها ربي لعباده في شخصكم يا زايد.. “نبتة” انغرست في براري جزيرة العرب على تراب الأجداد، وترعرعت في حضن البوادي وتشربت روح القيم والمعاني من مثل: الكرم والشجاعة والمروءة والمحبة والشهامة والتسامح والعدالة والصبر والمبادئ والاصالة والعروبة اصلها وفصلها.. والإسلام هاديها ومنير دربها.. “نبتة” ارتوت من ماء زلال رعاها الرحمن من صغرها وتنسمت طيباً ورياحين كأن للرحمن غاية في خلقها..نشأت في ربوع العين، ومن صباك نلت الشهرة في الرماية والقنص والصيد بواكير القيادة تشكلت فيك يا زايد.. كشفتها القبائل وزاد الاعجاب بقوة شخصيتك ياابن العروبة والصحراء والبادية والسهل والجبل والبحر.. تمازجت بيئات فطرتك يا زايد.. رأيت شظف عيشها وكدرها وقهر صحاريها ومشقة جبالها ومخاطر بحارها.. مشيت في دروبها وسط رمال وسهول ووديان.. وبين الجزر والخلجان. تلونت بيئات حياتك وتلمست وتحسست ظروف شعبك، من أنت يا زايد؟.. خصك الله بخصال التسامح والوفاء والعدالة منذ صغرك.. مؤهلات زادت من عزيمتك وهمتك.. والصبر من أقوى أسلحتك علمتك البادية بالصبر كيف تقوي ارادتك حملت هماً.. هم وحدة وطن وسعادة أمة، فجادت الصحراء بك يا زايد.
كنت دليلا وفيا للخبير تقتفي الأثر، وتبحث عن المعدن المخزون وأنت المعدن الصافي.. تجول في بوادٍ تحكي قصة تبحث عن جوهرة “حلم الوحدة”، لان بقلبك حب وطن وامة، وتفجرت ينابيع النفط في البر والبحر.. من رضى الله عليك يا زايد.. بإحساسك وحدسك وسليم نياتك “النفط هبة الله” أعطاك، لصدق نياتك ومن الوهلة بدأت فكرة الوحدة تدور في خلجاتك وعلت الهمة وتفجرت ينابيع خيراتك بفضل الله عليك وبإخلاص دعواتك.. لو حكيت قصة الاتحاد ما وفيت دروب خطاك يا زايد، لان الأشهاد حاضرون ومعاصرون من حكام وأنجال وأحفاد.. وقدت السفينة في بحور الاتحاد، وشيدت دولة اصبحت بين الدول من الاوتاد في السياسة والاقتصاد ومجلس التعاون بالخليج أنت فيه مقدام .. على التسامح وأمل التوحد والالتئام من ابوظبي انطلقت قمة الآمال عرضت تجربتك على القادة والحكام مسيرة.. كتب لها الوئام، ولوبحرت في بحر العرب من الخليج الى المحيط للقيت سجلات التاريخ تشهد لك مواقف عروبتك.. فديت دم العرب بمخزون أرضك لن يرخص الدم بغالي نفطك، ناديت وناديت بالوحدة والتضامن والتسامح أساس مرضاتك.. ولم شمل العروبة غاية مرادك..وللإسلام والمسلمين ما قصرت تناصر قضاياه من شرق لغرب..ترى المشاريع والمراكز والمآذن.. ودار الأيتام رعايتها من صميم إحساسك.. وللمنكوب سباق وبكل بقعة وطأت خيرات بلادك.. وللإنسانية جمعاء أنت محب ومكرم.. أنت للخير دائما فاعل، ما فرقت بين قاص ودان، ولكل الأديان أنت تساعد، حتى الكنائس أنت لها مجدد.. اختارك ربي في ذا الزمن مبشراً بالخير.. وبها المكان سطرت لنا تاريخ في العز والفخر، ولو غبت عنا لن تغيب شموس خيراتك يا زايد.. وفجأة.. ارتحلت عنا ومازلنا عطشى للهمة والحكمة ما ارتوينا من حكمتك وما شبعنا منك.. على جبهتك تساطير فطرتك يقرأها الفطين وهي سر حكمتك .. نورت لنا دروب اتحادنا وشيدت مجداً للعروبة.
اخاطبك وانت تحت الثرى.. لانك حي في قلبي وقلب امتك..لن ولن ننساك.. كيف السماء بأمطارها تنبت في الصحراء مثلك يا زايد؟ كأن للرحمن حكمة في خلقتك و رحلتك عسى الله يبارك في ذريتك ... رحلت وخلدت إرثا وخلدت فكرا ورسخت حب وطن ونلت محبة امة وبوركت دعواك واستجيبت، حسن الخاتمة منيتك في شهر عظيم والعشر الأواخر شاهد.. شفاه العباد بين راكع وساجد ما توقفت تدعو لك الرحمن جنات الخلد يا زايد .. أنت حبيب الرحمن وحبيب المصطفى.. بقربه قرب الأصابع في اليد، لأنك كافل الأيتام.. وراعي المحتاج ومساعد المسكين..وماسح دموع الثكالى بفلسطين.. ومغيث المنكوب والمشرد في كل مكان.. من رضا الله عليك نلت محبة العباد يا زايد.. هم شهود الله في أرضه، والملائكة في السماء ثنت محبتهم، فهنيئا هنئياً لك يا زايد سيرتك وحسن خاتمتك.. هونت علينا مصيبتنا من فراقك.. وندعوك يا الله أن تدخله فسيح جناتك..هذه دعوات من البشر فماذا يقول الشجر رويت صحراء وغرست بيمينك الشجر؟ بفطرتك وحنكتك كسيتها حتى غدت بساتين من فطنتك.. الأشجار والطيور على الأغصان أحست بفرقتك.. غاب عنها نفحات عطرك ونبرتك وهيئة مشيتك.. تدعو وتسبح الرحمن صبحاً وسماءً داعيا لك بحسن الخاتمة.
منقـول من جريـدة الخليج ( منبر القــراء )
كاتب الموضــوع محمد علي عبدالله الشحي
الجمعـــة3 - 12 - 2004
التعديل الأخير: