فارس
Ω وما توفيقي إلا بالله Ω
- التسجيل
- 10 نوفمبر 2008
- رقم العضوية
- 9781
- المشاركات
- 2,399
- مستوى التفاعل
- 1,838
- الجنس
- الإقامة
- الإمارات
فصولٌ قِصار ، جاشت في الصدر ، فترجمها اللسان
ـ 1 ـ
دمعة
رأيتُ فيما يرى النائم
طوائر المنون تحلق في السماء ، فترسل شهب الجور و صواعق الضيم ، على الغافين في أكناف الأمان ، فتدك المنازل ، وتطحـن
الأجساد ، وتخسف الطرق ، وتقذف الرعب في قلوب الناجين ، فيخرجون من دورهم هائمين على وجوههم ، في مدارج السهول
ومسالك الحقول و أزقـة القرى ، حتى إذا ارفضَّ عنهم الهلع ، واستقر بهم الفرار ، نظروا في أنفسـهم ، فإذا هم على أرصـفة
المحطات ، أو على حواشي الطرقـات ، أو تحت أفيـاء الجـُدر ، في ملابس النوم أو في مباذل البيت ، لا يملكون ما يمسك الرمق
ولا ما يستر الجسـم ، ثم نظـروا إلى من معهم ، فإذا زوجة تصحب غريباً وهي تظنه بعلها ، و أمٌّ تحملُ وِساداً وهي تحسبه طفلها
وولد ينادي أمه فلا يُجاب ، ووالد ينشد أسرته فلا يجد ، وحينئذ ينجلي الذهول ، ويتضح الخطب ، وتعيد الذاكرة إلى المشـاعر
تهاويل المنايا السود في هوادي الليل المقمر ، فيذكرون انقضاض القنابل ، وانهيار المنازل ، فيعاودهم الفَرَق فيذهلون .
ثم يساورهم القلق فيرحلون ، وهم لا يدرون أين ينزلون ، ولا من أين يأكلون .
. . .
والناعمون على سُرر الذهب وحشايا الديباج ، يرمقونهم دون حِراك .
دمعـة ،،،