• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

أبو جهــل

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
ابو جهــل:

عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان من أشد المعادين لنبي المسلمين محمد وكنيته أبا الحكم ولكن أبو جهل، لقبه بها محمد صلى الله عليه وسلم.

وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم

الوليد بن المغيرة هو من سمى عمرو بن هشام أبا جهل وذلك لسرعة غضبه والجهل في لغة العرب ضد الحِلم وهو العفو بعد المقدرة​


== أبناؤه ==

هم
1.زرارة بن أبي جهل، قتل باليمن؛ وتممي بن أبي جهل: أمهما بنت عمير بن معبد بن زرارة
2.عكرمة بن أبي جهل، وهو صحابي مشهور.
3.علقمة بن أبي جهل؛ أمه بنت الحارث بن الربيع بن زياد العبسي. وقد انقرض عقب أبي جهل​
.


الإسلام
في رواية عن عمر بن الخطاب قال: كنت جالسا مع أبي جهل وشيبة ابن ربيعة، فقال أبو جهل: يا معشر قريش! إن محمدا قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار، ألا! ومن قتل محمدا فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة!

قال أبو جهل : يا معشر قريش، إن محمدا قد أبى إلا ما ترون من عيب ديننا، وشتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وشتم آلهتنا، وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله - أو كما قال - فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني، فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف، ما بدا لهم قالوا : والله لا نسلمك لشيء أبدا، فامض لما تريد.
فلما أصبح أبو جهل، أخذ حجرا كما وصف ثم جلس لرسول الله ينتظره وغدا رسول الله كما كان يغدو، وكان رسول الله بمكة وقبلته إلى الشام، فكان إذا صلى صلى بين الركن اليماني والحجر الأسود، وجعل الكعبة بينه وبين الشام.

فقام رسول الله يصلي وقد غدت قريش، فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل. فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر، ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما. منتقعا لونه مرعوبا. قد يبست يداه على حجره. حتى قذف الحجر من يده.

وقامت إليه رجال قريش. فقالوا له ما لك يا أبا الحكم ؟ قال قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط. فهم بي أن يأكلني.

جاء الأخنس بن شريق قائد بني زهرة إلى أبي جهل ابن هشام بن المغيرة ولما اختلى به سأله قائلاً أترى محمداً يكذب ؟ فقال أبو جهل ماكذب قط وكنا نسميه الأمين ولكن إذا كان في بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي شيء لبني مخزوم ؟.
ذكر الأمام البغوي في تفسيره أن النبي في المسجد قرأ ((حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. ذي الطول لاإله إلا هو إليه المصير)). وكان الوليد يسمع قرأته ففطن له رسول الله واعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال :
والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولامن كلام الجن أن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه.

ثم انصرف إلى منزله فقالت قريش صبأ والله الوليد، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم فقال أبو جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزيناً فقال له الوليد مالي أراك حزيناً ياابن أخي ؟ فقال : وما يمنعني أن أحزن ؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال : ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً وولداً ؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل ؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس قومه فقال لهم :

تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتوه يحنق قط ؟ قالوا اللهم لا، قال : تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط ؟ قالوا اللهم لا، قال : تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ قالوا لا، فقالت قريش للوليد فما هو ؟ فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر فذلك قول الله تعالى في سورة المدثر : "إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ" (المدثر : من 18 _ 25).


دوره في محاولة قتل النبي محمد بن عبد الله (ص): قال أبو جهل‏:‏ والله إن لي فيه رأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد‏.‏ قالوا‏ :‏ وما هو يا أبا الحكم‏؟‏ قال‏ :‏ أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابًا جليدًا نَسِيبا وَسِيطًا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعًا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، فرضوا منا بالعَقْل، فعقلناه لهم‏.‏
قال الشيخ النجدى (وكان إبليس قد تمثل لهم بهيئة شيخ من نجد) ‏:‏ القول ما قال الرجل، هذا الرأي الذي لا رأي غيره‏.‏

حديث منسوب إلى رسول اللهيروي أهل السنة والجماعة : عن أنس بن مالك أن النبي محمد دعا عشية الخميس فقال: (اللهم أعز الإسلام بأحداء العمرين ) وكان يقصد عمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام فأصبح عمر بن الخطاب يوم الجمعة فأسلم.

وهو أيضاً خال عمر بن الخطاب وابن عم خالد بن الوليد أخرجه الطبراني، ولم يسلم أبو جهل قط. وسماه محمد فرعون هذه الامه​
.

مقتل أبو جهل
وهو من ألد المشركين يوم بدر فقد قرر كبير القوم عتبة بن ربيعة الانسحاب والعوده إلى مكه وقال لا يشق القوم الا ابن الحنظلية يقصد أبو جهل وهو ما حصل إذ رد عليه أبو جهل بوساطة حكيم بن حزام وقال:

لقد جبن ابن ربيعة لأن ابنه أبوحذيفة بن عتبة بن ربيعه في جيش محمد، فلا نرجع حتى نرد ماء بدر وتعزف القيان وتدق الطبول وتسمع بنا العرب
فقتل يوم بدر على يد معوذ ومعاذ أبناء عفراء وقد كانا في حوالي السادسة عشر من عمرهما, واجهز عليه عبد الله بن مسعود وقال له :

لمن الغلبة اليوم؟ رد عليه ابن مسعود: لله والرسول يا عدو الله، فرد عليه أبو جهل : لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا رويعي الغنم، فقطع ابن مسعود راسه وحمله إلى رسول الله فقطعت اذنه، فضحك الرسول وقال : اذن باذن والراس زياده / حيث قطع أبو جهل ذات مره اذن ابن مسعود ويقال أن رأس أبو جهل كانت ثقيلة جدا.
قال ابن إسحاق‏:‏ قال معاذ بن عمرو بن الجموح‏:‏ سمعت القوم، وأبو جهل في مثل الحَرَجَة والحرجة‏:‏ الشجر الملتف، أو شجرة من الأشجار لا يوصل إليها، شبه رماح المشركين وسيوفهم التي كانت حول أبي جهل لحفظه بهذه الشجرة وهم يقولون‏:‏ أبو الحكم لا يخلص إليه، قال‏:‏ فلما سمعتها جعلته من شاني فصمدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطَنَّتْ قدمه أطارتها بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تَطِيحُ من تحت مِرْضِخَة النوى حين يضرب بها‏.‏ قال‏:‏ وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عَامَّةَ يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تَمَطَّيْتُ بها عليها حتى طرحتها، ثم مر بأبي جهل وهو عَقِيرٌ مُعَوِّذ ابن عفراء فضربه حتى أثبته، فتركه وبه رَمَق، وقاتل معوذ حتى قتل‏.‏
ولما انتهت المعركة قال رسول الله‏:‏ ‏(‏من ينظر ما صنع أبو جهل‏؟‏‏)‏ فتفرق الناس في طلبه، فوجده عبد الله بن مسعود وبه آخر رمق، فوضع رجله على عنقه وأخذ لحيته ليحتز رأسه، وقال‏:‏ هل أخزاك الله يا عدو الله‏؟‏ قال‏:‏ وبماذا أخزاني‏؟‏ أأعمد من رجل قتلتموه‏؟‏ أو هل فوق رجل قتلتموه‏؟‏ وقال‏:‏ فلو غير أكَّار قتلنى، ثم قال‏:‏ أخبرني لمن الدائرة اليوم‏؟‏ قال‏:‏ لله ورسوله، ثم قال لابن مسعود وكان قد وضع رجله على عنقه‏:‏ لقد ارتقيت مرتقى صعبًا يا رُوَيْعِىَ الغنم، وكان ابن مسعود من رعاة الغنم في مكة‏.‏

وبعد أن دار بينهما هذا الكلام احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله، فقال‏:‏ يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال‏:‏ ‏(‏الله الذي لا إله إلا هو‏؟‏‏)‏ فرددها ثلاثًا، ثم قال‏:‏ ‏(‏الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه‏)‏، فانطلقنا فأريته إياه، فقال‏:‏ ‏(‏هذا فرعون هذه الأمة‏)‏‏.​
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
[align=center]أبوجهل .. الشخصية والنموذج
بقلم الكاتب: د.نبيل فولي

مثَّلت شخصية عمرو بن هشام، أبي جهل، وما انتهت إليه حياته، انكسارَ أعنف النماذج الجاهلية أمام الإسلام، فقد عاش الرجل مع الإسلام نوعا غريبا من التكذيب، فكان يعرف صدق ما جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم) ولكنه استكثر على نفسه أن يتبعه، ساقه إلى ذلك كِبر الجاهلية المتجذر في نفسه، ووضْعُه نفسَه في مقام مَن لا يجوز أن يكون تابعا لأحد، ويبقى متبوعًا سيدًا على الدوام. وقد سمى القرآن هذا الكبر «جحودًا»، وهو أن يعرف الإنسان الحق، ويأبى الاعتراف به واتباعه، فقد روى الحاكم بإسناد صححه، أن أبا جهل قال للنبي (صلى الله عليه وسلم): إنا لا نكذبك، ولكن نكذب ما جئتَ به، فأنزل الله تعالى {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} (الأنعام: 33). وفي رواية لابن أبي حاتم، قال أبو جهل: والله إني لأعلم أنه لَنبيٌّ، ولكن متى كنا لبني عبد مناف تبعا؟! وتلا أبو زيد (الراوي) الآية السابقة.

وشبيه بهذا ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم!

لقد كان أبو جهل معجبا بالقرآن، ويراه من طبقة أرفع -بصورة مدهشة- من أفصح كلامهم، على الرغم من أنه بلُغَتهم ولسانهم، ويستعمل ألفاظهم نفسها، لكنَّ أبا جهل أبى أن يصرح برأيه في القرآن لأحد جهرًا، فكشفته أعماله وكلماته الخافتة، إذ خرج ليلة مستخفيا من قريش ليستمع إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) في داره وهو يقرأ القرآن، فجلس يستمع من الليل حتى أدركه الصبح، وتسلل عائدا إلى داره، فجمعته الطريق برجلين من قريش (أبو سفيان، والأخنس بن شريق) فعلا مثلما فعل من الاستماع للقرآن سرًا، فتعاهد الثلاثة على ألا يعودوا إلى الاستماع إلى القرآن، لكنهم رجعوا في الليلة الثانية، وجمعتهم الطريق، فتعاهدوا ثانية، وفعلوا مثل ذلك في الثالثة، وتلاوموا من جديد، وعزموا على عدم العودة، وراح الأخنس يسأل أبا جهل عن رأيه فيما سمع، فقال أبو جهل: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعَموا فأطعمنا، وحمَلوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رِهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟ والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه!
لقد كان سؤال الأخنس بن شريق عن القرآن، فغيّر أبو جهل الحديث إلى التنافس المحتدم منذ الجاهلية بين بني مخزوم وبني عبد مناف، فالقضية التي كانت تشغله هي قضية الشرف والمكانة، وأما القرآن فلا يستطيع أن يقول فيه شيئا يتنقصه به.
والذي لقَّب عمرو بن هشام بـ «أبي جهل» هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما يروي ابن حجر، ويرجع ذلك أساسا -فيما يبدو- إلى مواقفه الغريبة في مواجهة الإسلام، واتباعه أعنفَ سبل الجاهلية في تلك المواجهة، وليس إلى ضربه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- بعنف شديد يوم الهجرة كما هو شائع؛ فهذا الحادث متأخر جدًا.
ومن صفات أبي جهل الجسدية القليلة التي عثرنا عليها، أنه كان خفيف الجسم، سريع الحركة، حاد الصوت، واضح الكلمات، قوي النظر، قويَّ ملامح الوجه، شديدَها.
يقول عنه العباس بن عبدالمطلب (رضي الله عنه): «كان رجلا خفيفا، حديد الوجه، حديد اللسان، حديد النظر».
وقد كان أبو جهل مقاربا لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) في السن والميلاد، فيروي ابن هشام في السيرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أمر أصحابه بالتماس أبي جهل في القتلى يوم بدر، وعرّفه لهم بأثر جرح في ركبته، أصابه عندما دفعه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهما غلامان، فوقع على ركبتيه، وأصيب بجرح ترك أثرا.
إن المحرك الأساسي لعداوة أبي جهل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعوتِه هو ميراث التنافس الجاهلي المقيت، والكِبر المستكنُّ في نفس هذه الشخصية الغريبة، وقد كان يرى حوله كثيرًا من رجال قريش يطيلون قاماتهم بأعمال مجيدة يقومون بها، فكان ينافسهم ويجري معهم في هذا المضمار، حتى ذُكر كأحد رجال قريش المعروفين بإطعام الطعام وإكرام الحجيج، وبرز كواحد من شجعان قومه، حتى بلغت به شجاعته درجة التهور الذي أهلكه يوم بدر.
وحين بُعث النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت المفاجأة، فهذا الرجل (الصادق الأمين) لم يكن ينافس قومه في هذا النوع من الشرف الذي يتصارعون عليه، فإذا به يخرج عليهم اليوم بما يجعل الكل-إن أطاعوه- أتباعًا له، ويبرز في مجالٍ لا سبيل لأحد منهم إليه، و هذه النبوة نفسها قلبت حب أبي لهب لابن أخيه محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى عداوة شديدة.
إن مشكلة أبي جهل، هي أنه كان باحثًا باستمرار عن مجد شخصي، وكان يرى نفسه مؤهَّلا لنيل هذا المجد بمواهبه وشرف آبائه، ويسيل لعابه دائما عند الحديث عن هذا الهدف، فحين اجتمع وفد من سادة قريش، وقدّمهم أبو طالب لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائلا: يا ابن أخي، هؤلاء أشراف قومك قد اجتمعوا ليعطوك وليأخذوا منك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «يا عمُّ، كلمة واحدة يعطونيها، تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم»، فقال أبو جهل: نعم، وأبيك، وعشر كلمات، قال: تقولون: لا إله إلا الله، وتخلعون ما تعبدون من دونه». فصفقوا بأيديهم اندهاشا وإنكارًا.

العداوة الأقسى

أبو جهل من بين زعماء المشركين في مكة، لم يلن في مواجهة الإسلام إطلاقًا، واختار دائما أقسى الآراء والمواقف لمواجهة الدين الجديد، وهذه بعض الشواهد:
- أبو جهل هو الوحيد الذي قام بمحاولة فردية وبدون تحريض من أحد لقتل النبي (صلى الله عليه وسلم) في فترة الدعوة المكية، فاحتمل بيديه حجرًا ثقيلاً، وواعد الملأ من قريش أن يخلصهم من الرسول، وأقبل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو ساجد بين الركن اليماني والحجر الأسود، والكعبةُ بينه وبين الشام، ليحطم رأسه، وملأُ قريش يراقبون الموقف، وينتظرون النتيجة، ففوجئوا بأبي جهل يرجع إليهم متغير اللون، يملأ الرعبُ قلبَه، قد يبست يداه على حجره، حتى قذف الحجرَ من يده، وقامت إليه رجال قريش، فقالوا له: ما لك يا أبا الحكم؟! قال: قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه، عرض لي دونه فحل من الإبل، لا، والله ما رأيت مثل هامته، ولا مثل قَصَرته (أصل العنق)، ولا أنيابه لفحل قط، فهمَّ بي أن يأكلني.
- تزعّم حصار المسلمين القاسي في شِعب أبي طالب، وحين رق قلب أناس من قريش وسعَوا لرفع الحصار، وقف هو في وجوههم، ولم تأخذه بالمسلمين -وفيهم النساء والأطفال- رحمةٌ ولا شفقة، لولا أن الرأي الآخر انتصر، ورُفع الحصار.
- أبو جهل صاحب أسوأ رأي للقضاء على دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) عند الهجرة، حيث قال «أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابا فتى جليدًا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارمًا، ثم يعمِدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد ...» وهو الرأي الذي حاول المشركون تنفيذه، لكن الله حال بينهم وبين ذلك.
- ضحّى بمروءة الرجل التي كان الجاهليون يحرصون عليها، غيظا من الإسلام ورسوله، فضرب أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- بعنف وقسوة، حين أتى دار أبي بكر يوم الهجرة، فوجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه قد خرجا مهاجرين، بل إنه نال خزيًا أكبر حين تعدى على سمية بنت خياط -رضي الله عنها- في أول الإسلام، فجعل «يطعن بحربته في قبلها حتى قتلها».
- لم تتوقف حربه للإسلام على إيذاء من أسلم، بل تعدته إلى صد من يريد الإيمان عن دين الله تعالى، ففي صحيح البخاري أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوجد عنده أبا جهل بن هشام وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأبي طالب: «يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله»، فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبدالمطلب؟ فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبدالمطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله.
- وأما إيذاء أبي جهل لمن آمن فحدِّث ولا حرج، ويكفي أنه خدع أخاه لأمه عياش بن أبي ربيعة حين هاجر إلى المدينة مسلما، حتى رده إلى مكة زاعما أن أمه قد هجرت الدنيا لأجل هجرته، ولما رجع عياش معه فتنه عن دينه، حتى أدركته رحمة الله وهاجر.
لم يكن سقوط أبي جهل سقوطًا لشخص بقدر ما كان سقوطا لنموذج، فكثيرون استعملوا ويستعملون مثل منطقه في معاداة الإسلام، والسعي نحو تدميره، فالحق الذي يبدو في نظرهم أنه سيضعهم في رتبة متأخرة لابد من إنكاره، بل محاربته، لأن تركه حرًا يحمل خطرًا شديدا عليهم .. هكذا تصوروا.
إننا نجد في كل زمن «آباء جهل» كثيرين، منبثين في مشرق ومغرب، يتوارثون المهمة بعضهم من بعض، وخطرهم يأتي من أنهم لا يعادون الإسلام بأشخاصهم وحدهم، بل يتجاوزون ذلك إلى نشر ثقافة العداوة للإسلام، بتزوير حقائق الإسلام، وإثارة النعرات الجاهلية، وحشد القوى المادية والمعنوية في مواجهة الإسلام، وتشجيع من فتر عن عداوته للإسلام كي يستمر في عداوته.. وهكذا.
وهكذا يبدو المعادون للإسلام من نوعية أبي جهل حوائط صد للخير عن قومهم وأهلهم، ولكن الإسلام، إن أحسن أهله فهمه وتمثُّله في حياتهم، لم تضره عداوة أبي جهل ولا آباء جهل الكثيرين، مهما بلغ مكرهم.


المراجع
- البداية والنهاية لابن كثير.
- تاريخ الطبري.
- تفسيرa القرطبي.
- سير أعلام النبلاء للذهبي.
- سيرة ابن هشام.
- معجم البلدان لياقوت الحموي.[/align]
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
[align=center]إليك هذه القصة من غزوة بدر

أبطلها فتيان صغيران السن من الصحابة رضي الله عنهم

هؤلاء البطلين هم معاذ ومعوذ رضي الله عنهما

عندما هجم المسلمون هجمة رجل واحد على كفار قريش

وتلاحم الصفين كان هؤلاء الشبلين يبحثون عن رجل معين

فذهب معاذ إلى عبد الرحمن بن عوف وقال له :

ياعم أين ابوجهل ؟

فقال عبد الرحمن بن عوف :

وماذا تريد به يابني ؟

قال : سمعت أمي تقول إنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله لا يفارق سوادي سواده حتى أقتله

فتبسم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وقال : هو ذاك ؟

ثم بعد قليل يأتيه معوذ ويقول :

ياعم أين ابوجهل ؟

فقال عبد الرحمن بن عوف :

وماذا تريد به يابني ؟

قال : سمعت أمي تقول إنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله لا يفارق سوادي سواده حتى أقتله

فتعجب عبد الرحمن بن عوف من همة هذين الشقيقين

وقال له مبتسماً : هو ذاك ؟

اجتمع الشبلين على ابوجهل

وبدأ كل منهم يوجه ضرباته على ابوجهل

سقط ابوجهل من فرسه واجتمعوا عليه حتى تركوه ميتاً

فانطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

رافعين سيوفهم وكلاهما يصرخ : يارسول الله لقد قتلت ابوجهل

فرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذين الشبلين

وفرح أيضا بمقتل عدو الله ابوجهل

وقال لهما : أيكما قتله ؟

قال معاذ :

أنا.. أنا.. يا رسول الله

وقال معوذ :

بل أنا يا رسول الله

نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سيفي معاذ ومعوذ

فرآهما يقطران دماً فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهما :

كلاكما قتله



وختاما اسأل الله أن يجعلنا ممن نصر دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم

اللهم ياحي ياقيوم انتقم لنا ممن استهزأ بدينك وبنبيك محمد صلى الله عليه وسلم

اللهم انتقم منهم فأنت حسبنى نعم المولى ونعم النصير

اسأل الله أن يجعلنا ممن اتبع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

وجـــــزاكــــم الـــلـــه كـــل خـــيــــر[/align]
 

Volcano Lark

๑ . . زائر . . ๑
التسجيل
8 أغسطس 2010
رقم العضوية
12565
المشاركات
987
مستوى التفاعل
214
العمر
80
الجنس
الإقامة
جزيرة لأرك دار المعزه
تسلم بن عمك على القصه أستمتعنا بقرأتها
دورس وعبر من التاريخ وتاريخ قـريـش مشرف عدا حقبة الجهل والكفر والطغيان

اللعنه على أبو جهل ومن تبعه
والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه

ومشكور الغالي وياحيك الســاع
 

ولد الخنزوري

๑ . . عضو ذهبي . . ๑
التسجيل
6 أبريل 2011
رقم العضوية
13525
المشاركات
3,831
مستوى التفاعل
379
العمر
12
الجنس
الإقامة
عيني
تسلم على الموضوع التاريخي
وتسلم على المعلومة
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
تسلم بن عمك على القصه أستمتعنا بقرأتها
دورس وعبر من التاريخ وتاريخ قـريـش مشرف عدا حقبة الجهل والكفر والطغيان

اللعنه على أبو جهل ومن تبعه
والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه

ومشكور الغالي وياحيك الســاع

الله يسلمك

ويسلم غاليك

ومشكوور على المروور
وماا قصرت
 

الخنزوري27

๑ . . عضو ماسي . . ๑
التسجيل
16 فبراير 2010
رقم العضوية
11641
المشاركات
1,415
مستوى التفاعل
70
الجنس
الإقامة
دار زايـد
تسلم على الموضوع التاريخي
وتسلم على المعلومة

الله يسلمك

ومااا قصرت
 
عودة
أعلى