المحجبة
:: اللؤلؤة المضيئة ::
- التسجيل
- 30 يونيو 2004
- رقم العضوية
- 1929
- المشاركات
- 5,735
- مستوى التفاعل
- 76
- الجنس
- الإقامة
- الإمارات
عصفور الغالي (1)
انتظري.. لمَ تهربين دائماً من اجابتي.. اخبريني.. لماذا لا تريحينني؟ كنت ممسكاً بيدها بقوة.. نظرت الي بغضب..
- دعني.. واعلم مع من تتحدث..
تركت يدها.. وأنزلت رأسي خجلاً مما فعلته معها.. تركت الغرفة ثم رفعت رأسي انظر بحزن اليها، وهي تغادر ثم تراجعت الى الخلف وجلست على السرير، وشعرت برغبة في البكاء وأنا اكرر على لساني..
- لماذا يا أمي.. لماذا؟
وبعد ساعتين.. لم احتمل البقاء في المنزل اكثر فخرجت لعلي أنسى تجاهل أمي لمشاعري.. وساقتني قدماي الى الحديقة المجاورة لمنزلنا.. جلست على احد الكراسي انظر الى الفتيان الذين يلعبون.. وبعد مرور دقائق من جلوسي جلس رجل كبير في السن بجواري ولم انتبه له حتى قال:
- أي هم هذا يثقلكم أيها الشباب.. دعوا الهم لأمثالي.
التفت له.. ولم أتفوه له بكلمة.. ثم قال:
- ماذا بك تفاجأت بي.. لا عليك يا بني..
- اعذرني يا عمي..
- لا تهتم.. اراك مهموماً يا بني..
انزلت رأسي وتنهدت قليلاً..
- كغيري من الناس يا عم..
- لا يا بني.. لا تجعل الهم يقضي عليك.. اسمع نصيحة شيخ كان الهم قاتله.
- عفواً يا عم.. لكن لم أفهم لِمَ قلت ان الهم قاتلك.
تنهد..
- آه يا بني من فقد أعز ما لديه يشعر ان النهاية آتية لا محالة..
- أعز؟!
رفع رأسه الى السماء..
- كان لدي عصفور جميل رائع.. ابيض الريش.. كنت افتخر به.. كان غالياً على قلبي.. وفي ليلة وضحاها.. تطاير ريشه في السماء.. وضاع بعد ان كان لي، حطمته الدنيا مرتين ولم ترحمه.. ويا ليتها نظرت الى شيبي.. كانت قاسية.
- حطمته الدنيا كيف؟!
- نعم.. فلقد مات وأخذ قلبي الحي معه..
- لكنه عصفور؟!
- دع عنك ما تراكمت عليه السنون.. وأخبرني.. ما الذي يجعل شاباً صغير السن جالساً وحيداً لا يشارك اصحابه.
- أنا لا أعرف احداً منهم ولكني هنا عندما اشعر ان المنزل يقلق على قلبي.. وعندما اشعر اني لا أهم امي.
- لا تقل ذلك يا بني ليس هناك أم لا يهمها ابنها..
ومر الوقت ونحن نتحدث.. اخبرته.. اخرجت ما يبكيني ويحزنني حتى شعرت ان هناك من هو مستعد ان يساعدني في حمل هذا الثقل.. وقبل ان يغادر..
- اخبرني يا بني ما اسمك؟
- احمد..
- اتدرس يا أحمد؟
- نعم..
- وفي اي مرحلة انت؟
- انهيت الثانوية العامة..
- وماذا تريد ان تصبح؟
- اريد ان اكون كأبي..
- ولكنك قلت انك لا تعرف شيئاً عن أبيك..
- نعم.. ولكن اشعر ان ابي كان انساناً طيباً.. برغم ان امي لا تحبه..
- حسناً قد تأخر الوقت يجب ان اذهب.. سررت بلقائك يا احمد.
عدت الى المنزل وانا احمل ابتسامة على وجهي فرحاً.. اصبحت اقابل “العم سالم” يومياً ولم اهتم في تلك الايام بأن اسأل امي عن شيء او اتحدث معها.. وبعد اسبوعين اتيت الى الحديقة ولم اجده وانتظرته ولم يأت ثم انتظرته اسبوعاً وايضاً لم يأت.. فسألت عنه من في الحديقة وقيل لي انه يقطن في المنطقة المجاورة.. فذهبت الى هناك وسألت عنه فأخبروني انه توفي.. عدت الى المنزل ووقفت في وسطه ونظرت الى جدرانه.
- عدت وحيداً سأشتاق لك يا عم سالم..
وجلست على الارض وانهمرت دموع الحزن على عم سالم.. وبعد ساعة وبعد ان هدأت قليلاً اتجهت الى مكتب زوج امي وفتحت الباب عليه.. رفع رأسه متفاجئاً..
- كيف تدخل هكذا من دون استئذان؟
- اريد فقط ان تجيب عن اسئلتي..
- فيما بعد.. أنا مشغول..
- لا.. اريد الآن منك ان تجيبني..
- عن ماذا؟
- بالطبع كنت تعرف ابي اخبرني اين هو الآن ولماذا امي لم تبق معه لماذا تزوجتك لماذا لا أراه؟
- اسأل والدتك؟
- انها لا تريد اجابتي..
- وما ذنبي انا اجيبك؟
- لأنك زوجها.. ارجوك اجبني..
- حسناً أنت تريد ان اجيبك..
امسك يدي وسحبني بقوة وخرجنا الى الصالة ونادى أمي..
- منى.. منى..
أتت امي تجري.. (ونظرت الخوف في عينيها)
- ماذا هناك؟
دفعني بقوة امامها..
- اخبريه اريحيه واريحينا.. (بصوت عال)
- عن ماذا؟
- اخبريه ابن من هو.. اخبريه انه ابن..
- لا.. لا تقل.. (تبكي)
- ابن من تكلم؟
استدار وأنزل رأسه.. ولم يرد علي..
- اريحيه انت تعذبينه..
أنزلت رأسها بحزن..
- والدك ميت يا احمد..
كانت كالصاعقة.. تلك الكلمة.. تكسرت احلامي بلقياه أصبحت كزجاج مكسور.
منقول
وللقصة بقيه
أختكم المحجبه
انتظري.. لمَ تهربين دائماً من اجابتي.. اخبريني.. لماذا لا تريحينني؟ كنت ممسكاً بيدها بقوة.. نظرت الي بغضب..
- دعني.. واعلم مع من تتحدث..
تركت يدها.. وأنزلت رأسي خجلاً مما فعلته معها.. تركت الغرفة ثم رفعت رأسي انظر بحزن اليها، وهي تغادر ثم تراجعت الى الخلف وجلست على السرير، وشعرت برغبة في البكاء وأنا اكرر على لساني..
- لماذا يا أمي.. لماذا؟
وبعد ساعتين.. لم احتمل البقاء في المنزل اكثر فخرجت لعلي أنسى تجاهل أمي لمشاعري.. وساقتني قدماي الى الحديقة المجاورة لمنزلنا.. جلست على احد الكراسي انظر الى الفتيان الذين يلعبون.. وبعد مرور دقائق من جلوسي جلس رجل كبير في السن بجواري ولم انتبه له حتى قال:
- أي هم هذا يثقلكم أيها الشباب.. دعوا الهم لأمثالي.
التفت له.. ولم أتفوه له بكلمة.. ثم قال:
- ماذا بك تفاجأت بي.. لا عليك يا بني..
- اعذرني يا عمي..
- لا تهتم.. اراك مهموماً يا بني..
انزلت رأسي وتنهدت قليلاً..
- كغيري من الناس يا عم..
- لا يا بني.. لا تجعل الهم يقضي عليك.. اسمع نصيحة شيخ كان الهم قاتله.
- عفواً يا عم.. لكن لم أفهم لِمَ قلت ان الهم قاتلك.
تنهد..
- آه يا بني من فقد أعز ما لديه يشعر ان النهاية آتية لا محالة..
- أعز؟!
رفع رأسه الى السماء..
- كان لدي عصفور جميل رائع.. ابيض الريش.. كنت افتخر به.. كان غالياً على قلبي.. وفي ليلة وضحاها.. تطاير ريشه في السماء.. وضاع بعد ان كان لي، حطمته الدنيا مرتين ولم ترحمه.. ويا ليتها نظرت الى شيبي.. كانت قاسية.
- حطمته الدنيا كيف؟!
- نعم.. فلقد مات وأخذ قلبي الحي معه..
- لكنه عصفور؟!
- دع عنك ما تراكمت عليه السنون.. وأخبرني.. ما الذي يجعل شاباً صغير السن جالساً وحيداً لا يشارك اصحابه.
- أنا لا أعرف احداً منهم ولكني هنا عندما اشعر ان المنزل يقلق على قلبي.. وعندما اشعر اني لا أهم امي.
- لا تقل ذلك يا بني ليس هناك أم لا يهمها ابنها..
ومر الوقت ونحن نتحدث.. اخبرته.. اخرجت ما يبكيني ويحزنني حتى شعرت ان هناك من هو مستعد ان يساعدني في حمل هذا الثقل.. وقبل ان يغادر..
- اخبرني يا بني ما اسمك؟
- احمد..
- اتدرس يا أحمد؟
- نعم..
- وفي اي مرحلة انت؟
- انهيت الثانوية العامة..
- وماذا تريد ان تصبح؟
- اريد ان اكون كأبي..
- ولكنك قلت انك لا تعرف شيئاً عن أبيك..
- نعم.. ولكن اشعر ان ابي كان انساناً طيباً.. برغم ان امي لا تحبه..
- حسناً قد تأخر الوقت يجب ان اذهب.. سررت بلقائك يا احمد.
عدت الى المنزل وانا احمل ابتسامة على وجهي فرحاً.. اصبحت اقابل “العم سالم” يومياً ولم اهتم في تلك الايام بأن اسأل امي عن شيء او اتحدث معها.. وبعد اسبوعين اتيت الى الحديقة ولم اجده وانتظرته ولم يأت ثم انتظرته اسبوعاً وايضاً لم يأت.. فسألت عنه من في الحديقة وقيل لي انه يقطن في المنطقة المجاورة.. فذهبت الى هناك وسألت عنه فأخبروني انه توفي.. عدت الى المنزل ووقفت في وسطه ونظرت الى جدرانه.
- عدت وحيداً سأشتاق لك يا عم سالم..
وجلست على الارض وانهمرت دموع الحزن على عم سالم.. وبعد ساعة وبعد ان هدأت قليلاً اتجهت الى مكتب زوج امي وفتحت الباب عليه.. رفع رأسه متفاجئاً..
- كيف تدخل هكذا من دون استئذان؟
- اريد فقط ان تجيب عن اسئلتي..
- فيما بعد.. أنا مشغول..
- لا.. اريد الآن منك ان تجيبني..
- عن ماذا؟
- بالطبع كنت تعرف ابي اخبرني اين هو الآن ولماذا امي لم تبق معه لماذا تزوجتك لماذا لا أراه؟
- اسأل والدتك؟
- انها لا تريد اجابتي..
- وما ذنبي انا اجيبك؟
- لأنك زوجها.. ارجوك اجبني..
- حسناً أنت تريد ان اجيبك..
امسك يدي وسحبني بقوة وخرجنا الى الصالة ونادى أمي..
- منى.. منى..
أتت امي تجري.. (ونظرت الخوف في عينيها)
- ماذا هناك؟
دفعني بقوة امامها..
- اخبريه اريحيه واريحينا.. (بصوت عال)
- عن ماذا؟
- اخبريه ابن من هو.. اخبريه انه ابن..
- لا.. لا تقل.. (تبكي)
- ابن من تكلم؟
استدار وأنزل رأسه.. ولم يرد علي..
- اريحيه انت تعذبينه..
أنزلت رأسها بحزن..
- والدك ميت يا احمد..
كانت كالصاعقة.. تلك الكلمة.. تكسرت احلامي بلقياه أصبحت كزجاج مكسور.
منقول
وللقصة بقيه
أختكم المحجبه