سعيد
๑ . . عضو ماسي . . ๑
- التسجيل
- 21 يوليو 2006
- رقم العضوية
- 5146
- المشاركات
- 1,096
- مستوى التفاعل
- 17
- الجنس
" واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل "
بسم الله .. والصلاة والسلام على رسول الله
إذا أقبل الظلام ، ونام الأنام ، وخيم السكون وتوقف الكلام ، وثقُلت الجوارحُ والعظام ، وحل دور الرؤى والأحلام ، حيينها يبرز الرجالُ الكِرام ، الذين يقطعون سواد الليل بالقيام ، يطلبون رحمة الواحد العلام .
وإن لله عباداً فطنا 00000 تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا 00000 أنها ليست لحي سكنا
جعلوها لجّة واتخذوا 00000 صالح الأعمال فيها سفنا
قيام الليل من العبادات العظيمة الخالصة بين العبد وربه ، فهي عبادة جليلة ذكرها الله – جل جلالة – في محكم تنزيله وقال : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) [ الإنسان 26 ]
وقال سبحانه : ( أمن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) [الزمر 9]
وقال سبحانه أيضا : ( كانوا قَلِيلاً مّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَـرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17، 18]
ففي هذهِ الساعات النفيسة المباركة من الليل ، ينزل ربُنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ، وروي في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ))
فنزول الله – جل جلالة - أمرٌ ليس بالهين ، واللحظات التي ينزل بها – سبحانه وتعالى - ليست كبقية لحظات اليوم ، فحري بالمرء أن يترصد ويقتنص هذهِ اللحظات المباركة ، بالدعاء والاستغفار والتضرع بين يدي الله عز وجل .
وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلم : ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليهِ وسلم : ((إن في الليل ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وذلك كل ليلة)) رواه مسلم .
وقيام الليل كان من دأب الصالحين ، ومنهاج العُباد الزُهاد ، الذين تعلقت أرواحهم ببارئهم يناجونه في سكون الليل ، مقتدين برسولهم الكريم صلى الله عليهِ وسلم ، الذي تفطرت قدماه من قيام الليل ، كما جاء في الحديث الصحيح .
فكان عثمان بن عفان رضى الله عنه ، يُحيي الليل كلَّه في ركعة واحدة يجمع فيها القرآن
وكان ابن مسعود رضي الله عنه، إذا هدأت العيون قام فيُسمع له دويّ كدوي النحل حتى يصبح ،
وذُكِر عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، أنَّه كان يُصلَّى الفجر بوضوء العشاء بنيفٍ وثلاثين سنة
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( من أحب أن يهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليراه الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه )
وقيل للحسن البصري ، رحمه الله : ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره .
وقال ابن المنكدر ، رحمه الله : ( ما بقى من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، وصلاة الجماعة ).
يقول وهب بن منبه رحمه الله: ( قيام الليل يشرف به الوضيع، ويعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون الجنة)
ولما حضرت ابن عمر رضي الله عنهما الوفاة قال: (ما آسى على شيء من الدنيا إلا عن ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل)
يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله: ( أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا )
يا رجال الليل جدوا 00000 رب صوت لا يرد
مـا يـقـوم الـلـيل إلا 00000 مـن لـه عـزمٌ وجِـدُّ
فاحرص أخي الكريم ، أن تكون من رهبان الليل ، الذين يبيتون لربهم سُجداً وقياماً ، والذين هم تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفاً وطمعاً ، والذين هم قليلاً من الليل يهجعون ، الذين جعلوا ساعات الليل سجوداً لله وتسبيحاً طويلا ، فأدركوا أن ناشئة الليل هي أشدُ وطئاً وأقوم قيلا ، فلا يضعون رؤوسهم على وسائدهم إلا وهم يرجون مقعد الصدق الذي هو عند مليكٍ مقتدر ، رافعين أكفهم أن ينالوا تلك الغرفة المباركة ، وما خفي لهم من قرة أعين لهو أكبرُ وأعظم ، وإن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون .
فيا أيها المؤمن أحْيِ ليلك ، و أيقض أهلك ، وأسبغ الوضوء على المكارة ، واتجه نحو البيت العتيق ، وجد واجتهد ، ورفع لله سبحانه وتعالى أكُف العبودية والخضوع ، إن أردت ذلك الشرف العظيم فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس )) رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني .
قلت لليل : كم بصدرك سر 00000 أنبئني ما أروع الأسرار
قال : ما ضاء في ظلامي سر 00000 كدموع المنيب في الأسحار
شبكة سحاب السلفيــه
بسم الله .. والصلاة والسلام على رسول الله
إذا أقبل الظلام ، ونام الأنام ، وخيم السكون وتوقف الكلام ، وثقُلت الجوارحُ والعظام ، وحل دور الرؤى والأحلام ، حيينها يبرز الرجالُ الكِرام ، الذين يقطعون سواد الليل بالقيام ، يطلبون رحمة الواحد العلام .
وإن لله عباداً فطنا 00000 تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا 00000 أنها ليست لحي سكنا
جعلوها لجّة واتخذوا 00000 صالح الأعمال فيها سفنا
قيام الليل من العبادات العظيمة الخالصة بين العبد وربه ، فهي عبادة جليلة ذكرها الله – جل جلالة – في محكم تنزيله وقال : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) [ الإنسان 26 ]
وقال سبحانه : ( أمن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) [الزمر 9]
وقال سبحانه أيضا : ( كانوا قَلِيلاً مّن اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَـرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17، 18]
ففي هذهِ الساعات النفيسة المباركة من الليل ، ينزل ربُنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ، وروي في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ))
فنزول الله – جل جلالة - أمرٌ ليس بالهين ، واللحظات التي ينزل بها – سبحانه وتعالى - ليست كبقية لحظات اليوم ، فحري بالمرء أن يترصد ويقتنص هذهِ اللحظات المباركة ، بالدعاء والاستغفار والتضرع بين يدي الله عز وجل .
وفي حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهِ وسلم : ((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) رواه الترمذي .
وقال صلى الله عليهِ وسلم : ((إن في الليل ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه، وذلك كل ليلة)) رواه مسلم .
وقيام الليل كان من دأب الصالحين ، ومنهاج العُباد الزُهاد ، الذين تعلقت أرواحهم ببارئهم يناجونه في سكون الليل ، مقتدين برسولهم الكريم صلى الله عليهِ وسلم ، الذي تفطرت قدماه من قيام الليل ، كما جاء في الحديث الصحيح .
فكان عثمان بن عفان رضى الله عنه ، يُحيي الليل كلَّه في ركعة واحدة يجمع فيها القرآن
وكان ابن مسعود رضي الله عنه، إذا هدأت العيون قام فيُسمع له دويّ كدوي النحل حتى يصبح ،
وذُكِر عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، أنَّه كان يُصلَّى الفجر بوضوء العشاء بنيفٍ وثلاثين سنة
ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: ( من أحب أن يهوِّن الله عليه طول الوقوف يوم القيامة فليراه الله في ظلمة الليل ساجداً وقائماً، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه )
وقيل للحسن البصري ، رحمه الله : ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ قال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره .
وقال ابن المنكدر ، رحمه الله : ( ما بقى من لذات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، وصلاة الجماعة ).
يقول وهب بن منبه رحمه الله: ( قيام الليل يشرف به الوضيع، ويعزُّ به الذليل، وصيام النهار يقطع عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون الجنة)
ولما حضرت ابن عمر رضي الله عنهما الوفاة قال: (ما آسى على شيء من الدنيا إلا عن ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل)
يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله: ( أهل الليل في ليلهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم، ولولا الليل لما أحببت البقاء في الدنيا )
يا رجال الليل جدوا 00000 رب صوت لا يرد
مـا يـقـوم الـلـيل إلا 00000 مـن لـه عـزمٌ وجِـدُّ
فاحرص أخي الكريم ، أن تكون من رهبان الليل ، الذين يبيتون لربهم سُجداً وقياماً ، والذين هم تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفاً وطمعاً ، والذين هم قليلاً من الليل يهجعون ، الذين جعلوا ساعات الليل سجوداً لله وتسبيحاً طويلا ، فأدركوا أن ناشئة الليل هي أشدُ وطئاً وأقوم قيلا ، فلا يضعون رؤوسهم على وسائدهم إلا وهم يرجون مقعد الصدق الذي هو عند مليكٍ مقتدر ، رافعين أكفهم أن ينالوا تلك الغرفة المباركة ، وما خفي لهم من قرة أعين لهو أكبرُ وأعظم ، وإن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون .
فيا أيها المؤمن أحْيِ ليلك ، و أيقض أهلك ، وأسبغ الوضوء على المكارة ، واتجه نحو البيت العتيق ، وجد واجتهد ، ورفع لله سبحانه وتعالى أكُف العبودية والخضوع ، إن أردت ذلك الشرف العظيم فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس )) رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني .
قلت لليل : كم بصدرك سر 00000 أنبئني ما أروع الأسرار
قال : ما ضاء في ظلامي سر 00000 كدموع المنيب في الأسحار
شبكة سحاب السلفيــه