- التسجيل
- 9 ديسمبر 2010
- رقم العضوية
- 12988
- المشاركات
- 3,692
- مستوى التفاعل
- 571
- الجنس
- الإقامة
- البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
يقول الله تعالى : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ، وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل ، أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ، وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ، وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ، إن الله عزيز ذو انتقام ، يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، و برزوا لله الواحد القهار ، وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ، سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار ، ليجزي الله كل نفس ما كسبت ، إن الله سريع الحساب ، هذا بلاغ للناس و لينذروا به ، وليعلموا أنما هو إله واحد ، و ليذكر أولوا الألباب }[إبراهيم /42 52 ] .
لم يداخلني شك ولم يساورني ريب بأن الله جلت قدرته سيأخذ طاغوت بلاد الشام أخذ عزيز مقتدر ، كما أخذ من قبله : فرعون وقارون وأبا جهل وعبد الناصر وأنور السادات .. وسيحاسبه حساباً شديداً عن كل جريمة ارتكبها ، وعن كل روح أزهقها ، وعن كل بدعة نشرها .
وسواء مد الله في أجل المجرم أسد أو عجل عقوبته ستبقى مدة حكمه ظاهرة غريبة في تاريخ أمتنا المعاصر ..
ففي الإطار المحلي : كان ضابطاً مغموراً ، يكره الإقدام والمغامرة .. وجاء به انقلاب الثامن من آذار دون أن يكون له يد في صنعه ، و لم يكن عظواً في مجلس قيادة الثورة .. ثم بدأت انقلابات الانقلابيين على بعضهم فأصبح الأسد عضواً في مجلس قيادة الثورة وفي القيادة القطرية لحزب البعث .
وفي 23 شباط استخدم محور جديد أسد ، سليم حاطوم في انقلاب ضد القيادة القومية للحزب ، وبعد أشهر أطاح محور أسد بالرائد حاطوم وكتلته من الضباط الدروز .
وفي سنة 1967 أذاع حافظ البلاغ رقم 66 بسقوط القنيطرة ، وبعد أن تكشفت خيانته النكراء هو من معه في السلطة ، لم يجدوا في الجيش وغيره من يكبح جماحهم وينقذ المنطقة من ويلاتهم .. و بعد سنوات أطاح أسد بشريكه جديد ومساعديه : نور الدين الأتاسي و يوسف زعين وأصبح سنة 1970 رئيساً للجمهورية السورية ، وهذه أول مرة يتسلم رئاسة الجمهورية رجل من غير المسلمين .
وفي سنة 1973 قرع طبول حرب التحريك وأسفرت حربه عن كارثة جديدة حيث استولي اليهود على تسع وثلاثين قرية جديدة .. ثم جاء دور أمريكا ، والعزيز كيسنجر ، وسياسة الخطوة خطوة .. ولأول مرة في تاريخ سورية يجلس وفد يهودي مع نظير له سوري على طاولة واحدة في سويسرا ليوقع الطرفان فك الاشتباك في الجولان .
وفي أواخر سنة 1975 دخل جيش أسد لبنان ليقف مع الموارنة ضد المسلمين وليشارك في مجزرة تل الزعتر وجسر الباشا وغيرها من المجازر ، وليقف عند الخط الأحمر الذي رسمته إسرائيل .
ومنذ سنة 1978 وهو يبطش وينكل بالدعاة المسلمين ، ففي قبر واحد دفن ما يقارب من ألف عالم وداعية في تدمر ، وكان بعضهم أحياء ، ودمر معظم أحياء مدينة حماة وقتل ما يقارب 30 ألف مسلم فيها لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وفي الإطار العربي : أنشأ منظمة فلسطينية أسماها الصاعقة ، أخذت على عاتقها شق منظمة التحرير ونجحت في مهمتها بعد أن تمكنت من شراء ذمم حواتمة وحبش وأحمد جبريل وأبي نضال .
ثم حاول أن يقيم وحدة مع العراق ثم مصر وليبيا ثم مع الأردن .. و ثبت لقادة هذه الدول أنه يصافحهم بيد و يمسك لهم في اليد الأخرى خنجراً مسموماً ، فتخلوا عنه بد أن تبين لهم غدره ومراوغته وكذبه .
وبعد زيارة السادات للقدس وإقدامه على عقد صلح ذليل مع قادة إسرائيل ، أقام حافظ الأسد ما أسماه جبهة الصمود والتصدي التي ضمت : سوريا والجزائر وليبيا واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير .. و بعد خمس سنوات من مسرحية الصمود والتصدي قال بعض زعماء منظمة التحرير : إنها جبهة الاستسلام والتردي !!
وفي الإطار العالمي : أقام حلفاً مع شاه إيران ، واستمر الحلف وبشكل أوثق وأقوى مع ثوار الخميني ، و يعمل الحلف متعاوناً مع ليبيا والجزائر واليمن الجنوبي من أجل اجتياح العالم الإسلامي وإقامة إمبراطورية باطنية ..
وأقام الأسد علاقات متينة مع الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي .. و بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية تعاون ومعاهدات رغم ما يدعيه إعلامه من عداوة للولايات المتحدة ، و من يتتبع سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط يشعر بعظم عنايتهم بنظام الأسد و حرصها على بقائه واستمراره .
إن ظاهرة حكم حافظ أسد تحتاج إلى دراسة الأسباب التي دفعت بهذا الطاغية وأوصلته إلى قمة السلطة في بلاد الشام .. ، كما تحتاج هذه الظاهرة إلى تقويم صحيح من أجل أن لا تبتلي أمتنا بأسد آخر في سوريا أو في أي بلد آخر من بلدان العالم الإسلامي ..
منذ أكثر من خمسة عشرة سنة والنصيريون يتصرفون في شؤون سورية كما يتصرف صاحب الإقطاع الظالم مع خدمه وعماله قبل قرن من الزمن .. فمنهم قيادة الحزب ولهم رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش على مختلف ما أحدثوا فيه من أقسام وفروع .
وهذه السيطرة تعني أن حافظ الأسد يدين بالولاء لطائفته في الدرجة الأولى ، ومن قيادة هذه الطائفة يستمد تعليماته وأوامره وما الحزب عنده إلا ستار للتسلط النصيري ، ولقد أصبحت هذه الحقيقة مكشوفة عند عامة الناس وخاصتهم بعد أن خفي أمرها مدة غير قليلة من الزمن .
ولن نستطيع فهم مواقف حافظ الأسد وسياسته دون أن نعود إلى دراسة الأصول العامة التي يعتمد عليها أصحاب الفرق الباطنية في رسم سياستهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين .
ولا نعدو الحقيقة إن قلنا بأن معظم السياسيين على مختلف اتجاهاتهم كانوا وما زالوا يحكمون على الأسد من خلال أعماله التي يتظاهر بها .. فإذا قرع الزعيم النصيري طبول الحرب في رمضان 1973 قالوا : هذه بطولة وتضحية !! ولا تستوعب عقولهم قول من يقول : إنها مؤامرة جديدة واضحة المعالم وأدلتنا على ذلك :-
أولاً : عدم الاستفادة من خبرات العسكريين الذين سرحهم لأنه يرى أنهم خصوم سياسيون له ، وعدم الإعداد للمعركة فالضباط الحزبيون والطائفيون ضباط معارض وليسوا ضباط حروب .
ثانياً : قوة جاسوسية العدو اليهودي بين الدروز والنصيريين العاملين في صفوف القوات المسلحة ، ووجود تعاون وتنسيق بين النظام النصيري ونظام العدو الصهيوني .
وإن كان عواطف تحرير الجولان هي التي دفعت معظم السياسيين إلى تأييد أسد في حرب رمضان ، فلا أدري ما الذي جعل جمهور الفلسطينيين يصفقون لحافظ أسد عندما عارض معاهدة فك الاشتباك الثاني التي وقعها صديقه السادات ، وهو الذي وقع معاهدة فك الاشتباك الأول ووافق على قراري مجلس الأمن ( 242 ، 238 ) التي عارضتهما المنظمة ، ولو أتيح للزعيم النصيري معاهدة تتخلى إسرائيل بموجبها عن بعض الجولان لما تأخر لحظة واحدة .
والذين صفقوا لأسد وأصبح عندهم رمز البطولة و الوطنية .. عادوا إلى التنديد به بعد جريمته النكراء التي اقترفها في تل الزعتر سنة 1976 ، ثم عادوا يصفقون له بعد أن ساءت علاقاته مع حزب الكتائب والجبهة اللبنانية .
كيف يكون الأسد مجرماً مرة وبطلاً مرة أخرى وبين هذا الموقف وذاك بضعه أيام أو أشهر ؟!
ليس الأمر كما يظنون ويقدرون : إن حافظ الأسد الضالع في مجزرة تل الزعتر هو صاحب مجزرة تدمر وجسر الشغور وحماة وبيروت !!
وحافظ الأسد الذي أذاع بيان سقوط القنيطرة قبل أن تسقط ، هو حافظ الأسد الذي وقع فك الاشتباك ، ووقف إلى جانب الموارنة في لبنان !!
وحافظ الأسد ليس حاكماً فردياً كالشيشكلي أو حسني الزعيم ، وإنما هو كيان طائفي منظم وله داخل هذه الطائفة حجم محدود لا يستطيع أن يتجاوزه ، فلنرد الفروع إلى أصولها ، و لنستعرض فيما يلي أهم أصول هذه الطائفة في التعامل مع الآخرين .
ومن الجدير بالذكر أن الدعوة الأم للنصيرية هي الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ، ولهذا فبين النصيرية والإمامية والقرامطة وسائر الحركات الباطنية تشابه كبير في الأصول التي يرجعون إلهيا ، ولا يعني هذا أنهم حركة واحدة وإن زعم بعضهم اليوم ذلك .
1 الإباحية والفساد ..
الذين عاشروا الطائفة النصيرية عن كثب يعلمون أنهم لا يقيمون أي وزن للأخلاق والمروءة ، ولا يخجلون من انتشار الرذيلة والإباحية في صفوفهم ..
وجذور هذا الانحراف بدأت منذ كان مؤسس مذهبهم محمد بن نصير إمامياً ينادي بالمتعة ويدعو لها ، ويصر دعاة هذا المذهب كذباً وزرواً أنه لم يرد نص في تحريم المتعة .
ثم توسع الانحراف عندما أمر القرامطة دعاتهم أن يجمعوا النساء في ليلة معروفة ويختلطون بالرجال ويتراكبون ولا يتنافرون ، وكانوا يقولون : إن ذلك من صحة الود والألفة بينهم ، وفي اليمن أقام أحد دعاتهم الصناديقي داراً أسماها دار الصفوة ، وكان يأمر فيا النساء بمخالطة الرجال ، ويتعهد الأولاد الذين ينجبهم هذا الجماع ويسميهم أولاد الصفوة .
ومن الجدير بالذكر أن اليوم الذي كان الصناديقي يأمر فيه النساء بمخالطة الرجال هو يوم عيد النيروز ، وما يزال النصيريون في سورية والرافضة الإمامية في إيران يحتفلون بهذا العيد .
وتمسك النصيريون بعقيدة الإمامية في المتعة وبتقاليد أسلافهم القرامطة في الدعوة إلى الإباحية ، وعضوا عليها بنواجذهم .. ونذكر فيما يلي ثلاثة أمثلة من واقعهم المعاصر تؤكد حرصهم على تجديد أخلاق أجدادهم ..
المثال الأول : كان النصيريون قبل خمسة وعشرين سنة يبيعون بناتهم كما تباع الدابة ، بل كانت بعض الخيول أغلى ثمناً من بناتهم ، وكان التجار الذين يمتهنون مثل هذه الأعمال الشائنة من سورية وغيرها يذهبون إلى الجبل ويعود الواحد منهم ومعه عشرون أو ثلاثون بنتاً حسب ما يملكه من رأس مال ن ثم يبدأ البيع بالمفرق و يكون الثمن متناسباً مع سن البنت و جمالها ومتوسط السعر يبلغ ( 1000 ) ليرة سورية أي ما يعادل ( 200 ) دولار .
وبعد بيع البنت تنقطع كل صلة لها بأهلها ، لا يسال المشتري ماذا سيفعل بالنبت : هل سيتزوجها أم هل سيتخذها خادمة ، أم سيبيعها إذا جاءه عرض مناسب ؟!!
هذه أمور خاصة بالمشتري ولا يجوز للبائع أن يشترط عليه أو يقيد حقه في استخدام البضاعة والتصرف بها .
ونحن لا نعلم طائفة أو قبيلة غير النصيريين مارسوا هذه المهنة الوضيعة ، فالدروز مثلاً يغارون على أعراضهم ولا يسمحون بمثل هذه الأعمال التي تتعارض مع الشرف والنخوة والكرامة .
يقول بعض النصيريين : لقد اضطر بعض أبناء الطائفة إلى بيع أولادهم بسبب الفقر المدقع وتسلط الإقطاعيين وأصحاب رؤوس الأموال ، ولقد كذب هؤلاء في تبريرهم ، فالفقر المدقع والبؤس المرير ظاهرة عمت أهل الريف عموماً ، فما زادتهم إلا غيرة على أعراضهم ، وتمسكاً بأخلاقهم وقيمهم .
وقد يقول قائل : لقد كانت تجارة الرقيق عملاً مشروعاً في تلك المرحلة ، وليس النصيريون وحدهم الذين كانوا يبيعون أولادهم .
والجواب على ذلك : ليس صحيحاً أنه كانت في بلاد الشام تجارة رقيق قبل خمس وعشرين سنة ، والأرقاء الذين كانوا يباعون قبل هذه الفترة هم من أصول إفريقية ، ولم يكن البيع قاصراً على البنات والأسباب معروفة .
المثال الثاني : من الأمور التي يتندر بذكرها سكان المناطق المجاورة للقرى التي يسكنها النصيريون ما يلي :
سمع نصيري ضجيجاً وصخباً فسأل عن السبب فقيل له : إن فلاناً وجد فلاناً عند زوجته فضربه .. فقال السائل : أمن أجل مثل هذا الأمر يتشاجران ، لقد ظننت والله أن أحدهما نزل على بستان الآخر وسرق منه .
وجملة القول : فإن نزول أحد النصيريين على بستان جاره وأخذ شيء من ثماره جريمة لا تغتفر ، أما أن يزني الجار بزوجة جاره فهذه عندهم قضية فيها نظر !!
إن هذه النكتة التي يتندر الناس بذكرها في بلاد الشام تحكي واقع النصيريين وأخلاقهم .. لا يذكر أهل المناطق التي تجاور الدروز مثل هذه النوادر عنهم ، كما لا تذكر عن النصارى رغم تساهلهم بعض الشيء .
المثال الثالث : في أوائل الخمسينات من هذا القرن ، تطوع معظم شباب الطائفة النصيرية في الجيش السوري ، وكان الجندي المتطوع يأخذ بدل سكن مقداره خمس وأربعون ليرة سورية أي ما يعادل عشرة دولارات إذا كان يسكن مع زوجته خارج الثكنة العسكرية .
فكان النصيري يصطحب معه زوجة أخيه أو ابن عمه إن لم يكن متزوجاً ويسكن معها في غرفة وحدهما ، وتبقى معه إلى أن يثبت لرؤسائه أنه متزوج ، وكان يحدث أحياناً أن ترفض الزوجة العودة إلى زوجها الأول بعد أن يطيب لها المقام عند زوجها الوهمي ، ولا يجد زوجها الحقيقي دليلاً يقدمه للقضاء أو الشرطة لأنهم ما كانوا يهتمون بعقود الزواج .
إنني أعلم جيداً أن الناس في غير سورية سيستغربون من عرض هذه الأمثلة وسيتساءلون : أحقاً كانت تحدث مثل هذه الأمور في بلاد الشام ؟!
وجواباً على هذا السؤال : أتحدى من يثبت أن في كلامي شيئاً من المبالغة ، و لقد حدث كل ما ذكرت بل وأكثر منه ..
و بعض الناس سيقولون كان من الأفضل تجاوز الحديث عن مثل هذه الجوانب الوضيعة ، فأقول : لقد عرضت واقع النصيرية وماضيها وتوخيت الدقة في عرضي ، وكل الذي تحدثت عنه مرتبط بما نفذه و خطط له الأسدان : حافظ و رفعت .. وعلى كل حال فقد سبقني أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأكثر من هذا عندما تحدثت عن النكاح في الجاهلية في حديث لها صحيح ..
إن أخلاق وسلوكيات النصيريين في القديم والحديث تفسر لنا الظواهر التالية :-
1- لماذا حاول النظام قبل سنوات إقامة معسكرات مختلطة لشبيبة الثورة من الجنسين .. و هذه المعسكرات هي نفسها دار الصفوة ، ولكنهم فشلوا والحمد لله رغم كل ما بذلوه من جهد ، وتراجعوا أما غضبة المسلمين في مختلف محافظات سورية ومدنها ؟
2 - فتح النصيريون باب تطوع النساء في المظلات والشرطة وقوات الأمن ، و سيروا دوريات من قوات الأمن النسائية في شوارع دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية ، ومارست هذه الدوريات الاعتداء على المسلمات المحجبات ، وكن يمزقن الحجاب بحرابهن و يتركن المرأة تسير سافرة إلى بيتها . وفشلت هذه الظاهرة بفضل الله ومنته رغم كل ما بذلته السلطة من جهد .
3 - يمارس رفعت الأسد وأصدقاؤه مغامرات جنسية يترفع عنها أباطرة القرون الوسطى ، ولقد استباحت قواته أعراض المسلمين في حماة وحلب وحمص وإدلب ، ورغم كل الجرائم التي ارتكبها النظام باءت خططهم بالفشل الذريع ، فعدد المحجبات يزداد يوماً بعد آخر ، { و يمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين } .
أرأيت أخي القارئ كيف نحكم على مغامرات رفعت الأسد الجنسية وسعي قادة النظام إلى إقامة معسكرات مختلطة لشبيبة الثورة وما إلى ذلك من منكرات .
إن أصحاب النظرة السطحية يقبلون تبريرات وزير أوقاف أسد أو هرطقات مفتي النظام القائلة : حاول بعض حاشية السوء أن يتخذ قراراً ضد الحجاب ، وكلمنا سادة الرئيس المؤمن !! فوجدنا عنده كل تجاوب ، وسارع إلى إلغاء هذا القرار الجائر الذي يتعارض مع عقيدة الأمة وتقاليدها !!
ومن موقف الرئيس المؤمن وحوله يدبج شيوخ السلطة موضوع خطب الجمعة ويقولون عنه كلاماً لا يصح أن يخاطب به أنبياء الله ورسله .
أما تقويم هذه الأعمال الشائنة في المقياس الصحيح فيحتاج إلى ربط تاريخ هذه الطائفة بحاضرها ، ومن تصورات شيوخ الطائفة في القديم والحديث نفهم العقلية التي يفكرون بها ، وماذا يدبرون وكيف يقيسون الأمور .. ولا نغتر بتراجع قائد النظام أما غضبة المسلمين ، و زعمه بأنه لا علم له بما حدث ، كما أننا لا نقيم وزناً لخطب ومواعظ شيوخ السلطة الذين يبيعون علمهم وألسنتهم لقاء دريهمات معدودة ، ويوظفون أنفسهم في خدمة كل نظام جائر والعياذ بالله .
2 الرشوة ..
انتشرت الرشوة في سورية بشكل لم تعهده من قبل ، وصار من المتعذر إنجاز أية معاملة دون دفع رشوة ، وتفنن الموظفون في هذا الجانب ، فقد تؤجل المعاملة التي لا تحتاج لأكثر من تصديق لعدة أسابيع ، وفي معظم الحالات يطلب الموظف مباشرة ودون وسيط مبلغاً محدداً يتناسب مع أهمية القضية من جهة ومع تسعيرة المؤسسة أو الوزارة من جهة أخرى ، فللجوازات تسعيرة ، ولوزارة التموين تسعيرة وللجيش تسعيرة .. و هكذا .
وقد يحدث أن يرفض المراجع دفع رشوة ، ويرفع شكوى ضد الموظف طالباً التحقيق معه ومعاقبته ، وفي هذه الحالة تنقلب الآية ، و يصبح المتهم بريئاً والشاكي مشكواً ، و يجتمع الرئيس والمرؤوس على اتهام المراجع بشتم الحزب أو الرئيس ، و يحال المسكين إلى أحد أقبية المخابرات ، وتمر مدة طويلة وأهله لا يعرفون مصيره ولا التهمة التي وجهت إليه ، و تنشر قضيته بين الموطنين فلا يتجرأ أحد منهم فيما بعد على رفض دفع الرشوة حسب السعر الذي يحدده الموظف .
وقادة الطائفة النصيرية هم الذين ينظمون هذه الطرق الملتوية ، و لكل منهم شلة مهمتها حل أخطر القضايا بعد دفع المقسوم ولا تسل عن الحق والباطل أو العدل والظلم أو المعقول وغير المعقول إن كان المبلغ المدفوع كبيراً ومجزياً !!
واستغل التجار الانتهازيون هذه الظاهرة ، فأقاموا علاقات متينة مع كبار الضباط النصيريين ، و لجأ أكثرهم إلى مشاركة المسؤول النصيري في المؤسسة أي شريك وجه وما عليه إلا أن يضمن مصالح الشركة ويسهل معاملاتها في دوائر ومؤسسات الدولة .
ومما زاد الطين بلة أن الدولة تقوم باحتكار الاستيراد والتصدير ، فالمزارع يجب أن يبيع محصولاته للدولة بالسعر الذي تتفضل بتقديره ، وهي تقدر له سعراً مضاعفاً في غير أوقات الموسم .. ومن يضبط من المزارعين وهو يحاول نقل محصولاته إلى محافظة أخرى يحاكم بتهمة الخيانة العظمى ، وقد يمكث في السجن بضعة أعوام .
والسؤال المطروح : من الذي يتحكم بكل هذه الأمور ؟!!
والجواب : إنهم الإقطاعيون والرأسماليون الجدد ، أمثال رفعت وعزت ودوبا وأصلان وطلاس والخولي والكسم .
إن رفعت الأسد يملك شركات ومؤسسات لا تحصى داخل سورية ، أما خارجها فله أرصدة في بنوك أمريكا وأوربا لا يحلم بها أي ثري من أثرياء العرب .. وهو الرقيب قبل عشرين سنة الذي كان يتقاضى راتباً لا يتجاوز ( 250 ) ليرة سورية أي ( 50 ) دولاراً .
والاحتكار الذي يتلاعب به رفعت ومن حوله ساعد على ارتفاع الأسعار أضعافاً مضاعفة ، ولم يرافق هذا الارتفاع زيادة في رواتب الموظفين .. و لهذا لم يجد ضعاف النفوس بديلاً غير الرشوة .. ومن وراء ذلك فساد الأخلاق ، وفقدان النخوة والمروءة وعبادة المادة .. وهذا الذي يخطط له النصيريون .
3 عداوتهم للإسلام والمسلمين ..
بدأ النصيريون حكم سورية تحت راية البعث والقومية والحزبية .. و بعد ثلاث سنين انقضوا على شركائهم عفلق والبيطار وأمين الحافظ بعد أن أدوا دورهم المشبوه ، وقدموا لهم خدمات لا تقدر بثمن كان من أبرزها : كبت حريات المواطنين ، وهدم المساجد ومطاردة الدعاة إلى الله .
ومنذ 1966 انفرد النصيريون في حكم سورية ، وشنوا حملة واسعة ضد الإسلام والمسلمين ، واستخدموا جميع الوسائل غير المشروعة في هذا السبيل ، ومن أهم جرائمهم ما يلي :-
1- في حزيران سنة 1967 دبروا مؤامرة القنيطرة وسلموا الجولان لإسرائيل .
2 - سنة 1973 سلموا أكثر من تسع وثلاثين قرية لإسرائيل ، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف دمشق فيما سمي حرب التحرير .
3 - في نهاية 1975 دخلت القوات السورية إلى لبنان ، ولا أقول شاركت هذه القوات في مذبحة تل الزعتر فحسب ، وإنما شاركت في مذابح ومجازر شملت جميع المسلمين في لبنان .
4- منذ سنة 1978 تزايدت جرائم النصيريين داخل سورية .. وكان من أشهرها مجزرة سجن تدمر الذي ذهب ضحيته ما يقارب ألف شاب بين طبيب و مهندس و مدرس ، و مجزرة حلب ، وإدلب و جسر الشغور والمعرة والرقة .
5 - في سنة 1982 دبر النظام مذبحة حماة التي ذهب ضحيتها ما يقارب 30 ألف قتيل ، وهدمت معظم مساجد حماة وأحيائها ، واستباح الأوغاد المرتدون أعراض المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
6 - وفي سنة 1982 اجتاح اليهود لبنان ، فارتكب النظام السوري جريمتين : الأولى : تخلوا عن فلسطينيين بعد أن اتفقوا معهم على مواجهة العدو الصهيوني ، والثانية : تركوا قواتهم في بيروت بدون تموين ، ولولا منظمة التحرير لماتوا جوعاً ، أما في البقاع فتركوا قواتهم في العراء أما العدو ، فكانت الخسائر البشرية فادحة جداً . وثبت أن أسد كان يرسل أبناء المسلمين إلى جبهات القتال ، وبعد أن تنشب الحرب تفر قيادته من المعركة ويقطعون التموين عن المقاتلين ويتركونهم فريسة لطائرات العدو ومدرعاته . أما أبناء الطائفة النصيرية فمهمتهم حماية الثورة من المسلمين في دمشق وحلب .
ونستطيع أن نؤكد أن خسائر المسلمين خلال حكم حافظ أسد بين قتيل و جريح لاتقل عن 250 ألفاً ، كلهم قتلوا على أيدي النصيريين أو ساقهم النصيريون إلى القتل .
أما علاقة النصيريين مع غير المسلمين فكان لها شأن آخر ، ففي الداخل وثقوا علاقاتهم مع الشيوعيين وسائر الأحزاب والطوائف العلمانية ، وفي خارج سورية أقاموا أحلافاً مع الموارنة في لبنان والرافضة في إيران ، والشيوعيين في موسكو وأفغانستان .
هذا فضلاً عن تعاونهم مع اليهود تارة عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية ، وتارة أخرى بشكل مباشر ولكنه سري غير معلن .
وحافظ أسد في عداوته للإسلام والمسلمين يقدم لنا صورة طبق الأصل عن موقف أجداده الباطنيين القرامطة في جميع مراحل التاريخ :-
- لقد استخدمهم التتار في حروبهم ضد المسلمين ، وتحدث المؤرخون عن خيانة النصيريين في بلاد الشام ، وعن خيانة إخوانهم الباطنيين الرافضة في العراق ، وليرجع من شاء إلى البداية والنهاية والكامل لابن الأثير و رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية .
- واستخدمهم النصارى في الحروب الصليبية المشهورة ، فقاتلوا معهم في شمال بلاد الشام ، كما قام إخوان لهم من الأمراء الرافضة بتسليم ولاياتهم للصليبيين دون قتال في أجزاء أخرى من بلاد الشام .
وفي التاريخ القديم شواهد كثيرة نذكر منها ما يلي :-
1- في سنة 293 هـ دخل الباطنيون القرامطة الكوفة وأوقعوا فيها مذبحة رهيبة .
2 - وفي سنة 294 هـ اعترضوا قافلة الحجاج في طريق مكة فقتلوا الرجال وسبوا النساء .
3 - في عام 317 هـ وصل أبو طاهر مكة يوم التروية فقتل الحجاج في المسجد الحرام واقتلع الحجر الأسود الذي بقي في حوزتهم حتى عام 335 هـ .
4 - وعندما احتل القرامطة الاحساء حرقوا بني عبد القيس في منازلهم .
إن ظاهر مذهب هؤلاء الباطنيين الرفض وباطنة الكفر المحض .. ومن أقواهم المشهورة التي يوصون بها دعاتهم : وإن وجدت فيلسوفاً فهم عمدتنا ، لأننا نتفق وهم على إبطال النواميس والأنبياء وعلى قدم العالم .
وتتسم دعوتهم بالمرحلية : ففي المرحلة الأولى ينادون بالتشيع لآل البيت ، وفي المرحلة الثانية : يقولون بالرجعة وأن علياً يعلم الغيب وهكذا حتى يصلون مع المدعو إلى إنكار وجود الله .
هذه هي العقيدة التي تربى عليها جديد وحافظ ورفعت . وهذه هي أخلاقهم وأحوالهم في التعامل مع الآخرين ، وهذه هي سورية يمارسون فيها جميع ألوان التنكيل والاضطهاد ، ومن جملة ما يمارسون الدعوة إلى الشيع ، وفعلاً تشيعت قرى بأكملها قرب حلب أمثال قرية : خان داعل ، كما تشيع معظم سكان قرية خان العسل .
وفي ظل ما يسمى حزب البعث العربي الاشتراكي ، قام المدعو جميل الأسد بتأسيس حزب باطني أسماه حزب المرتضى من آل البيت ، وفتح له مراكز في معظم المحافظات السورية ، واستجاب له بعض أصحاب الطرق الصوفية والانتهازيون من الأعراب وغيرهم .. و يتعاون جميل الأسد في نشر أفكاره مع قيادة الشيعة في إيران ، حيث يتطوع الخميني قبل هلاكه بإرسال بعض الدعاة إلى سورية لهذا الغرض ، ولا ندري ماذا سيفعلون بعد هذه المرحلة إذا لم يستيقظ المسلمون من سباتهم العميق .
يتبع .........[/right]
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
يقول الله تعالى : { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ، وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل ، أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ، وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ، وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم ، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ، فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله ، إن الله عزيز ذو انتقام ، يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ، و برزوا لله الواحد القهار ، وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ، سرابيلهم من قطران و تغشى وجوههم النار ، ليجزي الله كل نفس ما كسبت ، إن الله سريع الحساب ، هذا بلاغ للناس و لينذروا به ، وليعلموا أنما هو إله واحد ، و ليذكر أولوا الألباب }[إبراهيم /42 52 ] .
لم يداخلني شك ولم يساورني ريب بأن الله جلت قدرته سيأخذ طاغوت بلاد الشام أخذ عزيز مقتدر ، كما أخذ من قبله : فرعون وقارون وأبا جهل وعبد الناصر وأنور السادات .. وسيحاسبه حساباً شديداً عن كل جريمة ارتكبها ، وعن كل روح أزهقها ، وعن كل بدعة نشرها .
وسواء مد الله في أجل المجرم أسد أو عجل عقوبته ستبقى مدة حكمه ظاهرة غريبة في تاريخ أمتنا المعاصر ..
ففي الإطار المحلي : كان ضابطاً مغموراً ، يكره الإقدام والمغامرة .. وجاء به انقلاب الثامن من آذار دون أن يكون له يد في صنعه ، و لم يكن عظواً في مجلس قيادة الثورة .. ثم بدأت انقلابات الانقلابيين على بعضهم فأصبح الأسد عضواً في مجلس قيادة الثورة وفي القيادة القطرية لحزب البعث .
وفي 23 شباط استخدم محور جديد أسد ، سليم حاطوم في انقلاب ضد القيادة القومية للحزب ، وبعد أشهر أطاح محور أسد بالرائد حاطوم وكتلته من الضباط الدروز .
وفي سنة 1967 أذاع حافظ البلاغ رقم 66 بسقوط القنيطرة ، وبعد أن تكشفت خيانته النكراء هو من معه في السلطة ، لم يجدوا في الجيش وغيره من يكبح جماحهم وينقذ المنطقة من ويلاتهم .. و بعد سنوات أطاح أسد بشريكه جديد ومساعديه : نور الدين الأتاسي و يوسف زعين وأصبح سنة 1970 رئيساً للجمهورية السورية ، وهذه أول مرة يتسلم رئاسة الجمهورية رجل من غير المسلمين .
وفي سنة 1973 قرع طبول حرب التحريك وأسفرت حربه عن كارثة جديدة حيث استولي اليهود على تسع وثلاثين قرية جديدة .. ثم جاء دور أمريكا ، والعزيز كيسنجر ، وسياسة الخطوة خطوة .. ولأول مرة في تاريخ سورية يجلس وفد يهودي مع نظير له سوري على طاولة واحدة في سويسرا ليوقع الطرفان فك الاشتباك في الجولان .
وفي أواخر سنة 1975 دخل جيش أسد لبنان ليقف مع الموارنة ضد المسلمين وليشارك في مجزرة تل الزعتر وجسر الباشا وغيرها من المجازر ، وليقف عند الخط الأحمر الذي رسمته إسرائيل .
ومنذ سنة 1978 وهو يبطش وينكل بالدعاة المسلمين ، ففي قبر واحد دفن ما يقارب من ألف عالم وداعية في تدمر ، وكان بعضهم أحياء ، ودمر معظم أحياء مدينة حماة وقتل ما يقارب 30 ألف مسلم فيها لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وفي الإطار العربي : أنشأ منظمة فلسطينية أسماها الصاعقة ، أخذت على عاتقها شق منظمة التحرير ونجحت في مهمتها بعد أن تمكنت من شراء ذمم حواتمة وحبش وأحمد جبريل وأبي نضال .
ثم حاول أن يقيم وحدة مع العراق ثم مصر وليبيا ثم مع الأردن .. و ثبت لقادة هذه الدول أنه يصافحهم بيد و يمسك لهم في اليد الأخرى خنجراً مسموماً ، فتخلوا عنه بد أن تبين لهم غدره ومراوغته وكذبه .
وبعد زيارة السادات للقدس وإقدامه على عقد صلح ذليل مع قادة إسرائيل ، أقام حافظ الأسد ما أسماه جبهة الصمود والتصدي التي ضمت : سوريا والجزائر وليبيا واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير .. و بعد خمس سنوات من مسرحية الصمود والتصدي قال بعض زعماء منظمة التحرير : إنها جبهة الاستسلام والتردي !!
وفي الإطار العالمي : أقام حلفاً مع شاه إيران ، واستمر الحلف وبشكل أوثق وأقوى مع ثوار الخميني ، و يعمل الحلف متعاوناً مع ليبيا والجزائر واليمن الجنوبي من أجل اجتياح العالم الإسلامي وإقامة إمبراطورية باطنية ..
وأقام الأسد علاقات متينة مع الاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الاشتراكي .. و بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية تعاون ومعاهدات رغم ما يدعيه إعلامه من عداوة للولايات المتحدة ، و من يتتبع سياسة الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط يشعر بعظم عنايتهم بنظام الأسد و حرصها على بقائه واستمراره .
إن ظاهرة حكم حافظ أسد تحتاج إلى دراسة الأسباب التي دفعت بهذا الطاغية وأوصلته إلى قمة السلطة في بلاد الشام .. ، كما تحتاج هذه الظاهرة إلى تقويم صحيح من أجل أن لا تبتلي أمتنا بأسد آخر في سوريا أو في أي بلد آخر من بلدان العالم الإسلامي ..
منذ أكثر من خمسة عشرة سنة والنصيريون يتصرفون في شؤون سورية كما يتصرف صاحب الإقطاع الظالم مع خدمه وعماله قبل قرن من الزمن .. فمنهم قيادة الحزب ولهم رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش على مختلف ما أحدثوا فيه من أقسام وفروع .
وهذه السيطرة تعني أن حافظ الأسد يدين بالولاء لطائفته في الدرجة الأولى ، ومن قيادة هذه الطائفة يستمد تعليماته وأوامره وما الحزب عنده إلا ستار للتسلط النصيري ، ولقد أصبحت هذه الحقيقة مكشوفة عند عامة الناس وخاصتهم بعد أن خفي أمرها مدة غير قليلة من الزمن .
ولن نستطيع فهم مواقف حافظ الأسد وسياسته دون أن نعود إلى دراسة الأصول العامة التي يعتمد عليها أصحاب الفرق الباطنية في رسم سياستهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين .
ولا نعدو الحقيقة إن قلنا بأن معظم السياسيين على مختلف اتجاهاتهم كانوا وما زالوا يحكمون على الأسد من خلال أعماله التي يتظاهر بها .. فإذا قرع الزعيم النصيري طبول الحرب في رمضان 1973 قالوا : هذه بطولة وتضحية !! ولا تستوعب عقولهم قول من يقول : إنها مؤامرة جديدة واضحة المعالم وأدلتنا على ذلك :-
أولاً : عدم الاستفادة من خبرات العسكريين الذين سرحهم لأنه يرى أنهم خصوم سياسيون له ، وعدم الإعداد للمعركة فالضباط الحزبيون والطائفيون ضباط معارض وليسوا ضباط حروب .
ثانياً : قوة جاسوسية العدو اليهودي بين الدروز والنصيريين العاملين في صفوف القوات المسلحة ، ووجود تعاون وتنسيق بين النظام النصيري ونظام العدو الصهيوني .
وإن كان عواطف تحرير الجولان هي التي دفعت معظم السياسيين إلى تأييد أسد في حرب رمضان ، فلا أدري ما الذي جعل جمهور الفلسطينيين يصفقون لحافظ أسد عندما عارض معاهدة فك الاشتباك الثاني التي وقعها صديقه السادات ، وهو الذي وقع معاهدة فك الاشتباك الأول ووافق على قراري مجلس الأمن ( 242 ، 238 ) التي عارضتهما المنظمة ، ولو أتيح للزعيم النصيري معاهدة تتخلى إسرائيل بموجبها عن بعض الجولان لما تأخر لحظة واحدة .
والذين صفقوا لأسد وأصبح عندهم رمز البطولة و الوطنية .. عادوا إلى التنديد به بعد جريمته النكراء التي اقترفها في تل الزعتر سنة 1976 ، ثم عادوا يصفقون له بعد أن ساءت علاقاته مع حزب الكتائب والجبهة اللبنانية .
كيف يكون الأسد مجرماً مرة وبطلاً مرة أخرى وبين هذا الموقف وذاك بضعه أيام أو أشهر ؟!
ليس الأمر كما يظنون ويقدرون : إن حافظ الأسد الضالع في مجزرة تل الزعتر هو صاحب مجزرة تدمر وجسر الشغور وحماة وبيروت !!
وحافظ الأسد الذي أذاع بيان سقوط القنيطرة قبل أن تسقط ، هو حافظ الأسد الذي وقع فك الاشتباك ، ووقف إلى جانب الموارنة في لبنان !!
وحافظ الأسد ليس حاكماً فردياً كالشيشكلي أو حسني الزعيم ، وإنما هو كيان طائفي منظم وله داخل هذه الطائفة حجم محدود لا يستطيع أن يتجاوزه ، فلنرد الفروع إلى أصولها ، و لنستعرض فيما يلي أهم أصول هذه الطائفة في التعامل مع الآخرين .
ومن الجدير بالذكر أن الدعوة الأم للنصيرية هي الشيعة الإمامية الاثنى عشرية ، ولهذا فبين النصيرية والإمامية والقرامطة وسائر الحركات الباطنية تشابه كبير في الأصول التي يرجعون إلهيا ، ولا يعني هذا أنهم حركة واحدة وإن زعم بعضهم اليوم ذلك .
1 الإباحية والفساد ..
الذين عاشروا الطائفة النصيرية عن كثب يعلمون أنهم لا يقيمون أي وزن للأخلاق والمروءة ، ولا يخجلون من انتشار الرذيلة والإباحية في صفوفهم ..
وجذور هذا الانحراف بدأت منذ كان مؤسس مذهبهم محمد بن نصير إمامياً ينادي بالمتعة ويدعو لها ، ويصر دعاة هذا المذهب كذباً وزرواً أنه لم يرد نص في تحريم المتعة .
ثم توسع الانحراف عندما أمر القرامطة دعاتهم أن يجمعوا النساء في ليلة معروفة ويختلطون بالرجال ويتراكبون ولا يتنافرون ، وكانوا يقولون : إن ذلك من صحة الود والألفة بينهم ، وفي اليمن أقام أحد دعاتهم الصناديقي داراً أسماها دار الصفوة ، وكان يأمر فيا النساء بمخالطة الرجال ، ويتعهد الأولاد الذين ينجبهم هذا الجماع ويسميهم أولاد الصفوة .
ومن الجدير بالذكر أن اليوم الذي كان الصناديقي يأمر فيه النساء بمخالطة الرجال هو يوم عيد النيروز ، وما يزال النصيريون في سورية والرافضة الإمامية في إيران يحتفلون بهذا العيد .
وتمسك النصيريون بعقيدة الإمامية في المتعة وبتقاليد أسلافهم القرامطة في الدعوة إلى الإباحية ، وعضوا عليها بنواجذهم .. ونذكر فيما يلي ثلاثة أمثلة من واقعهم المعاصر تؤكد حرصهم على تجديد أخلاق أجدادهم ..
المثال الأول : كان النصيريون قبل خمسة وعشرين سنة يبيعون بناتهم كما تباع الدابة ، بل كانت بعض الخيول أغلى ثمناً من بناتهم ، وكان التجار الذين يمتهنون مثل هذه الأعمال الشائنة من سورية وغيرها يذهبون إلى الجبل ويعود الواحد منهم ومعه عشرون أو ثلاثون بنتاً حسب ما يملكه من رأس مال ن ثم يبدأ البيع بالمفرق و يكون الثمن متناسباً مع سن البنت و جمالها ومتوسط السعر يبلغ ( 1000 ) ليرة سورية أي ما يعادل ( 200 ) دولار .
وبعد بيع البنت تنقطع كل صلة لها بأهلها ، لا يسال المشتري ماذا سيفعل بالنبت : هل سيتزوجها أم هل سيتخذها خادمة ، أم سيبيعها إذا جاءه عرض مناسب ؟!!
هذه أمور خاصة بالمشتري ولا يجوز للبائع أن يشترط عليه أو يقيد حقه في استخدام البضاعة والتصرف بها .
ونحن لا نعلم طائفة أو قبيلة غير النصيريين مارسوا هذه المهنة الوضيعة ، فالدروز مثلاً يغارون على أعراضهم ولا يسمحون بمثل هذه الأعمال التي تتعارض مع الشرف والنخوة والكرامة .
يقول بعض النصيريين : لقد اضطر بعض أبناء الطائفة إلى بيع أولادهم بسبب الفقر المدقع وتسلط الإقطاعيين وأصحاب رؤوس الأموال ، ولقد كذب هؤلاء في تبريرهم ، فالفقر المدقع والبؤس المرير ظاهرة عمت أهل الريف عموماً ، فما زادتهم إلا غيرة على أعراضهم ، وتمسكاً بأخلاقهم وقيمهم .
وقد يقول قائل : لقد كانت تجارة الرقيق عملاً مشروعاً في تلك المرحلة ، وليس النصيريون وحدهم الذين كانوا يبيعون أولادهم .
والجواب على ذلك : ليس صحيحاً أنه كانت في بلاد الشام تجارة رقيق قبل خمس وعشرين سنة ، والأرقاء الذين كانوا يباعون قبل هذه الفترة هم من أصول إفريقية ، ولم يكن البيع قاصراً على البنات والأسباب معروفة .
المثال الثاني : من الأمور التي يتندر بذكرها سكان المناطق المجاورة للقرى التي يسكنها النصيريون ما يلي :
سمع نصيري ضجيجاً وصخباً فسأل عن السبب فقيل له : إن فلاناً وجد فلاناً عند زوجته فضربه .. فقال السائل : أمن أجل مثل هذا الأمر يتشاجران ، لقد ظننت والله أن أحدهما نزل على بستان الآخر وسرق منه .
وجملة القول : فإن نزول أحد النصيريين على بستان جاره وأخذ شيء من ثماره جريمة لا تغتفر ، أما أن يزني الجار بزوجة جاره فهذه عندهم قضية فيها نظر !!
إن هذه النكتة التي يتندر الناس بذكرها في بلاد الشام تحكي واقع النصيريين وأخلاقهم .. لا يذكر أهل المناطق التي تجاور الدروز مثل هذه النوادر عنهم ، كما لا تذكر عن النصارى رغم تساهلهم بعض الشيء .
المثال الثالث : في أوائل الخمسينات من هذا القرن ، تطوع معظم شباب الطائفة النصيرية في الجيش السوري ، وكان الجندي المتطوع يأخذ بدل سكن مقداره خمس وأربعون ليرة سورية أي ما يعادل عشرة دولارات إذا كان يسكن مع زوجته خارج الثكنة العسكرية .
فكان النصيري يصطحب معه زوجة أخيه أو ابن عمه إن لم يكن متزوجاً ويسكن معها في غرفة وحدهما ، وتبقى معه إلى أن يثبت لرؤسائه أنه متزوج ، وكان يحدث أحياناً أن ترفض الزوجة العودة إلى زوجها الأول بعد أن يطيب لها المقام عند زوجها الوهمي ، ولا يجد زوجها الحقيقي دليلاً يقدمه للقضاء أو الشرطة لأنهم ما كانوا يهتمون بعقود الزواج .
إنني أعلم جيداً أن الناس في غير سورية سيستغربون من عرض هذه الأمثلة وسيتساءلون : أحقاً كانت تحدث مثل هذه الأمور في بلاد الشام ؟!
وجواباً على هذا السؤال : أتحدى من يثبت أن في كلامي شيئاً من المبالغة ، و لقد حدث كل ما ذكرت بل وأكثر منه ..
و بعض الناس سيقولون كان من الأفضل تجاوز الحديث عن مثل هذه الجوانب الوضيعة ، فأقول : لقد عرضت واقع النصيرية وماضيها وتوخيت الدقة في عرضي ، وكل الذي تحدثت عنه مرتبط بما نفذه و خطط له الأسدان : حافظ و رفعت .. وعلى كل حال فقد سبقني أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأكثر من هذا عندما تحدثت عن النكاح في الجاهلية في حديث لها صحيح ..
إن أخلاق وسلوكيات النصيريين في القديم والحديث تفسر لنا الظواهر التالية :-
1- لماذا حاول النظام قبل سنوات إقامة معسكرات مختلطة لشبيبة الثورة من الجنسين .. و هذه المعسكرات هي نفسها دار الصفوة ، ولكنهم فشلوا والحمد لله رغم كل ما بذلوه من جهد ، وتراجعوا أما غضبة المسلمين في مختلف محافظات سورية ومدنها ؟
2 - فتح النصيريون باب تطوع النساء في المظلات والشرطة وقوات الأمن ، و سيروا دوريات من قوات الأمن النسائية في شوارع دمشق وحلب وغيرها من المدن السورية ، ومارست هذه الدوريات الاعتداء على المسلمات المحجبات ، وكن يمزقن الحجاب بحرابهن و يتركن المرأة تسير سافرة إلى بيتها . وفشلت هذه الظاهرة بفضل الله ومنته رغم كل ما بذلته السلطة من جهد .
3 - يمارس رفعت الأسد وأصدقاؤه مغامرات جنسية يترفع عنها أباطرة القرون الوسطى ، ولقد استباحت قواته أعراض المسلمين في حماة وحلب وحمص وإدلب ، ورغم كل الجرائم التي ارتكبها النظام باءت خططهم بالفشل الذريع ، فعدد المحجبات يزداد يوماً بعد آخر ، { و يمكرون ويمكر الله و الله خير الماكرين } .
أرأيت أخي القارئ كيف نحكم على مغامرات رفعت الأسد الجنسية وسعي قادة النظام إلى إقامة معسكرات مختلطة لشبيبة الثورة وما إلى ذلك من منكرات .
إن أصحاب النظرة السطحية يقبلون تبريرات وزير أوقاف أسد أو هرطقات مفتي النظام القائلة : حاول بعض حاشية السوء أن يتخذ قراراً ضد الحجاب ، وكلمنا سادة الرئيس المؤمن !! فوجدنا عنده كل تجاوب ، وسارع إلى إلغاء هذا القرار الجائر الذي يتعارض مع عقيدة الأمة وتقاليدها !!
ومن موقف الرئيس المؤمن وحوله يدبج شيوخ السلطة موضوع خطب الجمعة ويقولون عنه كلاماً لا يصح أن يخاطب به أنبياء الله ورسله .
أما تقويم هذه الأعمال الشائنة في المقياس الصحيح فيحتاج إلى ربط تاريخ هذه الطائفة بحاضرها ، ومن تصورات شيوخ الطائفة في القديم والحديث نفهم العقلية التي يفكرون بها ، وماذا يدبرون وكيف يقيسون الأمور .. ولا نغتر بتراجع قائد النظام أما غضبة المسلمين ، و زعمه بأنه لا علم له بما حدث ، كما أننا لا نقيم وزناً لخطب ومواعظ شيوخ السلطة الذين يبيعون علمهم وألسنتهم لقاء دريهمات معدودة ، ويوظفون أنفسهم في خدمة كل نظام جائر والعياذ بالله .
2 الرشوة ..
انتشرت الرشوة في سورية بشكل لم تعهده من قبل ، وصار من المتعذر إنجاز أية معاملة دون دفع رشوة ، وتفنن الموظفون في هذا الجانب ، فقد تؤجل المعاملة التي لا تحتاج لأكثر من تصديق لعدة أسابيع ، وفي معظم الحالات يطلب الموظف مباشرة ودون وسيط مبلغاً محدداً يتناسب مع أهمية القضية من جهة ومع تسعيرة المؤسسة أو الوزارة من جهة أخرى ، فللجوازات تسعيرة ، ولوزارة التموين تسعيرة وللجيش تسعيرة .. و هكذا .
وقد يحدث أن يرفض المراجع دفع رشوة ، ويرفع شكوى ضد الموظف طالباً التحقيق معه ومعاقبته ، وفي هذه الحالة تنقلب الآية ، و يصبح المتهم بريئاً والشاكي مشكواً ، و يجتمع الرئيس والمرؤوس على اتهام المراجع بشتم الحزب أو الرئيس ، و يحال المسكين إلى أحد أقبية المخابرات ، وتمر مدة طويلة وأهله لا يعرفون مصيره ولا التهمة التي وجهت إليه ، و تنشر قضيته بين الموطنين فلا يتجرأ أحد منهم فيما بعد على رفض دفع الرشوة حسب السعر الذي يحدده الموظف .
وقادة الطائفة النصيرية هم الذين ينظمون هذه الطرق الملتوية ، و لكل منهم شلة مهمتها حل أخطر القضايا بعد دفع المقسوم ولا تسل عن الحق والباطل أو العدل والظلم أو المعقول وغير المعقول إن كان المبلغ المدفوع كبيراً ومجزياً !!
واستغل التجار الانتهازيون هذه الظاهرة ، فأقاموا علاقات متينة مع كبار الضباط النصيريين ، و لجأ أكثرهم إلى مشاركة المسؤول النصيري في المؤسسة أي شريك وجه وما عليه إلا أن يضمن مصالح الشركة ويسهل معاملاتها في دوائر ومؤسسات الدولة .
ومما زاد الطين بلة أن الدولة تقوم باحتكار الاستيراد والتصدير ، فالمزارع يجب أن يبيع محصولاته للدولة بالسعر الذي تتفضل بتقديره ، وهي تقدر له سعراً مضاعفاً في غير أوقات الموسم .. ومن يضبط من المزارعين وهو يحاول نقل محصولاته إلى محافظة أخرى يحاكم بتهمة الخيانة العظمى ، وقد يمكث في السجن بضعة أعوام .
والسؤال المطروح : من الذي يتحكم بكل هذه الأمور ؟!!
والجواب : إنهم الإقطاعيون والرأسماليون الجدد ، أمثال رفعت وعزت ودوبا وأصلان وطلاس والخولي والكسم .
إن رفعت الأسد يملك شركات ومؤسسات لا تحصى داخل سورية ، أما خارجها فله أرصدة في بنوك أمريكا وأوربا لا يحلم بها أي ثري من أثرياء العرب .. وهو الرقيب قبل عشرين سنة الذي كان يتقاضى راتباً لا يتجاوز ( 250 ) ليرة سورية أي ( 50 ) دولاراً .
والاحتكار الذي يتلاعب به رفعت ومن حوله ساعد على ارتفاع الأسعار أضعافاً مضاعفة ، ولم يرافق هذا الارتفاع زيادة في رواتب الموظفين .. و لهذا لم يجد ضعاف النفوس بديلاً غير الرشوة .. ومن وراء ذلك فساد الأخلاق ، وفقدان النخوة والمروءة وعبادة المادة .. وهذا الذي يخطط له النصيريون .
3 عداوتهم للإسلام والمسلمين ..
بدأ النصيريون حكم سورية تحت راية البعث والقومية والحزبية .. و بعد ثلاث سنين انقضوا على شركائهم عفلق والبيطار وأمين الحافظ بعد أن أدوا دورهم المشبوه ، وقدموا لهم خدمات لا تقدر بثمن كان من أبرزها : كبت حريات المواطنين ، وهدم المساجد ومطاردة الدعاة إلى الله .
ومنذ 1966 انفرد النصيريون في حكم سورية ، وشنوا حملة واسعة ضد الإسلام والمسلمين ، واستخدموا جميع الوسائل غير المشروعة في هذا السبيل ، ومن أهم جرائمهم ما يلي :-
1- في حزيران سنة 1967 دبروا مؤامرة القنيطرة وسلموا الجولان لإسرائيل .
2 - سنة 1973 سلموا أكثر من تسع وثلاثين قرية لإسرائيل ، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف دمشق فيما سمي حرب التحرير .
3 - في نهاية 1975 دخلت القوات السورية إلى لبنان ، ولا أقول شاركت هذه القوات في مذبحة تل الزعتر فحسب ، وإنما شاركت في مذابح ومجازر شملت جميع المسلمين في لبنان .
4- منذ سنة 1978 تزايدت جرائم النصيريين داخل سورية .. وكان من أشهرها مجزرة سجن تدمر الذي ذهب ضحيته ما يقارب ألف شاب بين طبيب و مهندس و مدرس ، و مجزرة حلب ، وإدلب و جسر الشغور والمعرة والرقة .
5 - في سنة 1982 دبر النظام مذبحة حماة التي ذهب ضحيتها ما يقارب 30 ألف قتيل ، وهدمت معظم مساجد حماة وأحيائها ، واستباح الأوغاد المرتدون أعراض المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
6 - وفي سنة 1982 اجتاح اليهود لبنان ، فارتكب النظام السوري جريمتين : الأولى : تخلوا عن فلسطينيين بعد أن اتفقوا معهم على مواجهة العدو الصهيوني ، والثانية : تركوا قواتهم في بيروت بدون تموين ، ولولا منظمة التحرير لماتوا جوعاً ، أما في البقاع فتركوا قواتهم في العراء أما العدو ، فكانت الخسائر البشرية فادحة جداً . وثبت أن أسد كان يرسل أبناء المسلمين إلى جبهات القتال ، وبعد أن تنشب الحرب تفر قيادته من المعركة ويقطعون التموين عن المقاتلين ويتركونهم فريسة لطائرات العدو ومدرعاته . أما أبناء الطائفة النصيرية فمهمتهم حماية الثورة من المسلمين في دمشق وحلب .
ونستطيع أن نؤكد أن خسائر المسلمين خلال حكم حافظ أسد بين قتيل و جريح لاتقل عن 250 ألفاً ، كلهم قتلوا على أيدي النصيريين أو ساقهم النصيريون إلى القتل .
أما علاقة النصيريين مع غير المسلمين فكان لها شأن آخر ، ففي الداخل وثقوا علاقاتهم مع الشيوعيين وسائر الأحزاب والطوائف العلمانية ، وفي خارج سورية أقاموا أحلافاً مع الموارنة في لبنان والرافضة في إيران ، والشيوعيين في موسكو وأفغانستان .
هذا فضلاً عن تعاونهم مع اليهود تارة عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية ، وتارة أخرى بشكل مباشر ولكنه سري غير معلن .
وحافظ أسد في عداوته للإسلام والمسلمين يقدم لنا صورة طبق الأصل عن موقف أجداده الباطنيين القرامطة في جميع مراحل التاريخ :-
- لقد استخدمهم التتار في حروبهم ضد المسلمين ، وتحدث المؤرخون عن خيانة النصيريين في بلاد الشام ، وعن خيانة إخوانهم الباطنيين الرافضة في العراق ، وليرجع من شاء إلى البداية والنهاية والكامل لابن الأثير و رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية .
- واستخدمهم النصارى في الحروب الصليبية المشهورة ، فقاتلوا معهم في شمال بلاد الشام ، كما قام إخوان لهم من الأمراء الرافضة بتسليم ولاياتهم للصليبيين دون قتال في أجزاء أخرى من بلاد الشام .
وفي التاريخ القديم شواهد كثيرة نذكر منها ما يلي :-
1- في سنة 293 هـ دخل الباطنيون القرامطة الكوفة وأوقعوا فيها مذبحة رهيبة .
2 - وفي سنة 294 هـ اعترضوا قافلة الحجاج في طريق مكة فقتلوا الرجال وسبوا النساء .
3 - في عام 317 هـ وصل أبو طاهر مكة يوم التروية فقتل الحجاج في المسجد الحرام واقتلع الحجر الأسود الذي بقي في حوزتهم حتى عام 335 هـ .
4 - وعندما احتل القرامطة الاحساء حرقوا بني عبد القيس في منازلهم .
إن ظاهر مذهب هؤلاء الباطنيين الرفض وباطنة الكفر المحض .. ومن أقواهم المشهورة التي يوصون بها دعاتهم : وإن وجدت فيلسوفاً فهم عمدتنا ، لأننا نتفق وهم على إبطال النواميس والأنبياء وعلى قدم العالم .
وتتسم دعوتهم بالمرحلية : ففي المرحلة الأولى ينادون بالتشيع لآل البيت ، وفي المرحلة الثانية : يقولون بالرجعة وأن علياً يعلم الغيب وهكذا حتى يصلون مع المدعو إلى إنكار وجود الله .
هذه هي العقيدة التي تربى عليها جديد وحافظ ورفعت . وهذه هي أخلاقهم وأحوالهم في التعامل مع الآخرين ، وهذه هي سورية يمارسون فيها جميع ألوان التنكيل والاضطهاد ، ومن جملة ما يمارسون الدعوة إلى الشيع ، وفعلاً تشيعت قرى بأكملها قرب حلب أمثال قرية : خان داعل ، كما تشيع معظم سكان قرية خان العسل .
وفي ظل ما يسمى حزب البعث العربي الاشتراكي ، قام المدعو جميل الأسد بتأسيس حزب باطني أسماه حزب المرتضى من آل البيت ، وفتح له مراكز في معظم المحافظات السورية ، واستجاب له بعض أصحاب الطرق الصوفية والانتهازيون من الأعراب وغيرهم .. و يتعاون جميل الأسد في نشر أفكاره مع قيادة الشيعة في إيران ، حيث يتطوع الخميني قبل هلاكه بإرسال بعض الدعاة إلى سورية لهذا الغرض ، ولا ندري ماذا سيفعلون بعد هذه المرحلة إذا لم يستيقظ المسلمون من سباتهم العميق .
يتبع .........[/right]