أم الخير
๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
- التسجيل
- 20 مارس 2011
- رقم العضوية
- 13442
- المشاركات
- 4,969
- مستوى التفاعل
- 689
- الجنس
- الإقامة
- أرض الله الواسعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى متى سنكف عن تتبع أعراض الناس ، و أكل لحومهم ، و نتقي الله في أنفسنا وفي غيرنا
الاشتغال بعيوب النفس أولى بعيوب الناس ، إذ صلاح المرء مدعاة لصلاح من حوله
جلست متأملة أحوالنا ، فوقع في نفسي سؤال ما الفائدة من الغيبة و النميمة أو الذنوب بشكل عام ؟
ومعلوم أن النفس البشرية تهوى الاستفادة من كل شيء ، فلم لا نسعى في نقاء قلوبنا من أدران
الذنوب والآثام ، صغيرها و كبيرها ، ونترك الدنيا و ملذاتها و نقبل على طاعة الله و نجتنب نواهيه ،
و يكون حبنا حب الطاعة وأهلها و حب الله وبغض المعصية وأهلها فالذي يعصي الله و يدعي حبه ما أحبه ،
فالعبرة ليست بحبك لله ، بل في حب الله لك .
قال الله تعالى : "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم "
وهذه ثمرة عظيمة ، أن الله يحبك تنال بذلك سعادة الدنيا و الآخرة.
فما نحن في هذه الحياة الا عابري سبيل ، نجري و نشقى و نتعب
ونسعد ونفرح ، ولكن في الأخير تكون العاقبة لم صبر على طاعة الله ، و معصيته
فأشقى الناس أريح الناس ، و أريح الناس أشقى الناس
وهذا لا يعني أن لا نعيش حياتنا كالناس ، و لكن نجعل الدنيا وراء ظهورنا لا في قلوبنا
حتى يكون همنا العمل لما بعد الموت ، فالإنسان لا يدري متى تقبض روحه في أي لحظة
يأتيه الأجل ، وهو غارق في بحر الدنيا فيجد نفسه لم يعمل شيئا .
فتقوى الله مفتاح لكل خير ، و سبب في سعة الرزق و البركة في كل شيء
كثيرا ما نسمع أناسا يشتكون من الهموم و الغموم والأمراض ، فلما يسأل يجد وصفات و طرق لا أصل
لها من الصحة ، بل لو يفكر المرء قليل سيجد أنها تفاهات ولا تجدي نفعا ، فإذا رأينا نجد أن هذا الأمر نفسي
لو قلنا هذا الماء إن شربته يذهب عنك المرض و التعب و الهم والحزن ، مع أن الماء طبيعي
فيجعل الإنسان الشفاء في هذا الشيء و يستيقن من ذلك أشد اليقين
ليس كيقينه بالله ، لو إلتجأ لله و تضرع اليه و سأله لأعطاه ، ودعاه لأجابه .
لا نقول لا تعمل بالأسباب و إبقى حتى تموت و اصبر لا
الانسان يصبر ، و يدعو الله تعالى و يستيقن بالاجابة و يتوكل عليه
و يعمل بالأسباب الشرعية ، ليس كل ما قيل صحيح ، ولا كل ما يقال نصدقه
يجب علينا التأكد من مصدر الشيء سواء كان الأمر متعلقا بالدين أو الدنيا ،
أما الدنيا فالناس تبحث عن الثقات والأمناء ، كمن يسأل عن طبيب
يتحرى و يسأل هذا و ذاك ، إلى أن يجد الكفء المجد ، و لكن في أمور الدين لا أحد يسأل
إلا من رحم ربي ، تجد الواحد يفتي بما حرم الله و رسوله فيقال فلان يقول بالجواز
فيتبعه الناس ، الصحيح أننا إذا أردنا أخذ الدين فهو علم ، و كل علم له أهله
كما أن الطب لا يفهمه الا الطبي أو الدكتور وأنه يحتااج لتزكيات
فكذلك العلم و العلماء ، فالعالم يحتاج إلى علم و تزكية ممن ؟
من كبار العلماء و ليس عامة الناس لأنهم لا يفرقون بين الحق و الباطل ، وليس عندهم علم و بصيرة
العلماء الربانيون..
فالعمل إن لم يكن وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كان خالصا لله عزوجل لم يقبل
قال ابن سيرين رحمه الله : "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"
كتبته لكم : أم الخيــر :wrd: