من التاريخ

من التاريخ

- ‎فيماضي الشحوح
43

في حادثة الردة المزعومة التي نسبت للشحوح أرسل الشحوح وفدا من أهالي دبا وهم ابن صفره والد القائد الشهير المهلب بن أبي صفره ومعه سبيعة بن عراك والمعلى بن سعد الخمامي والذين ذهبوا الى المدينة المنورة لمقابلة الصديق رضي الله عنه لشرح ما حدث وايضاح حقيقة الموقف هناك وفي المدينة المنورة قابل الوفد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وشرح له أبعاد القضية واساسها فصدقهم عمر وذهب بهم الى الصديق وقال له قولته المشهوره ” يا خليفة رسول الله هم مسلمون انما (شحوا) بأموالهم والقوم يقولون ما رجعنا عن الاسلام ” .

كعب بن سور بن بكر بن عبيد بن ثعلبه بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم …..هو العالم الفاضل والقاضي المقتدر ، أسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم واعتبره البعض صحابيا ، هاجر من دبا الى البصره وولاه عمر بن الخطاب قضاء البصره ، قتل في واقعة الجمل عند الهودج الذي كانت تركب فيه أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها وهو يلوح بالقرآن الكريم داعيا الطرفين الى وقف القتال وحقن الدماء والصلح .
المهلب بن أبي صفره من أعيان أهل دبا من الأزد الكرام القائد الشهير ولد في مدينة دبا عام فتح مكه وكان والده أحد أكابر رجال الأزد في المدينة فهو أبو صفره بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث…انتقل من دبا الى العراق ، كلفه عبدالملك بن مروان بقيادة جيش للقضاء على تمرد الخوارج ….كذلك أوفده الحجاج بن يوسف الثقفي لقتال قطري بن الفجاءه زعيم الخوارج الأزارقة وللمهلب معهم يوم مشهود أسماه العرب يوم شعب بوان …أسندت اليه ولاية خراسان فبقي فيها الى أن مات عام 82 ه حسب ما ذكره الطبري .
قام زعيم القواسم الشيخ سلطان بن صقر القاسمي بتعيين حفيده مشاري بن ابراهيم بن سلطان حاكما على مدينتي دبا وخورفكان ..وقد أثار ذلك حفيظة الشحوح وسرعان ما نصبوا له كمينا قرب مدينة دبا وقتلوه فلما وصلت الانباء الى الزعيم القاسمي أمر بتنصيب ولده ابراهيم حاكما هناك كما أمر بالتهيؤ للحرب ضد الشحوح حيث دعا رعاياه في الشارقه والخان وأبو هيل والفشت والحيره للتجمع في رأس الخيمة والسير من هناك برا لمهاجمة مدينة دبا أما هو فقاد أسطولا مكونا من مائة سفينة انضمت اليه قبيلة زعاب…..الا أن الشحوح بسائر أفخاذهم وبطونهم تهيؤوا للقتال وقاموا بصد الهجومين البري والبحري بكل بسالة ومنعوهم من الوصول الى دبا.
في عام 1884م أجرى الشيخ حمد بن عبد الله الشرقي مباحثات مع شيوخ الشحوح في (بخا) وغيرها من المناطق لمساعدته بعمليه فاصله تنهي الهيمنة القاسمية على إمارة الفجيره …..وافق الشحوح على ذلك وسرعان ما اندفع مسلحوهم فاستولوا على بلدتي لوليه والزباره وطوقوا خور فكان وعندها قام الزعيم الشرقي بإعلان استقلال الفجيره عن القواسم .
معركة البثنة ……قام الشحيون بقتل أحد القواسم من راس الخيمة في مدينة دبا الغرفة التي تتبع إمارة الفجيره فقام الزعيم القاسمي بتجهيز جيشه لغزو الفجيره واعادتها لحكمهم ….ولما وصلت الأنباء للزعيم الشرقي قام بالاجتماع بزعماء الشحوح في مدينة دبا وأخبرهم بمخاوفه من نشاطات الزعيم القاسمي لاعادة الفجيره لحكمهم …وقام كذلك باحتلال مواضع دفاعية في بلدة البثنة التي تسيطر على الطرق المؤدية إلى الفجيرة …ولكن القوات القاسمية تمكنت من احتلال مدينة البثنة إلى أن قام رجال الشيخ زيد بن صالح الشحي حاكم مدينة دبا بهجوم معاكس ويعد معركة استمرت يوما واحدا تمكنت قوات الشحوح من استعادة المنطقة.
في أوائل عام 1930 أرسلت بريطانيا سفينة أبحاث والمسماة (أورموند) عليها فريق من الجيولوجيين لدراسة منطقة رؤوس الجبال …وعندما وصلت السفينة إلى المنطقة ثار الشحوح ومنعوها من الاقتراب من مياههم الإقليمية …واتضح ذلك جليا من خلال الرسائل التي أرسلها شيوخ المنطقة وهم الشيخ صالح بن محمد الشحي حاكم دبا والشيخ حسن بن محمد الشحي حاكم خصب والشيخ محمد بن سليمان شيخ البداه في قدا …إلى الإنجليز وممثليهم ومعاونيهم العمانيين بأنهم لن يسلموا المنطقة لأي شخص إطلاقا ورفضوا رفع علم العمانيين على رؤوس الجبال كما هددوهم بإعلان الجهاد إذا سولت لهم أنفسهم الدخول إلى المنطقة….مما يدل على كره الشحوح الواضح للإنجليز.
الشيخ حسن بن محمد الشحي حاكم مدينة خصب الذي قاوم الإنجليز وأعوانهم العمانيين بكل بسالة وضراوة إلى أن وقع تحت أيديهم بوساطة الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي الذي أكد للإنجليز والعمانيين بأنه يعرف مكان الشيخ حسن الشحي وأنه يعرض وساطته وقام بتسليمه إلى الإنجليز دون قيد أو شرط غير وعد منهم بتقديمه إلى محكمة عادلة ….. وتم حجزه في المدمرة البريطانية وأخذ الى مسقط وسجن في قلعة الجلالي ولم يعرف مصيره إلى اليوم .