• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

خطة الهجوم على العراق تكملة 8

تميمة الشحوح

๑ . . حبوب البرزة . . ๑
التسجيل
27 نوفمبر 2004
رقم العضوية
2510
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
الجنس
:mf_swordf الحلقة الرابعة منقول

لا شـيء كـان يشـغـل تشيني
سـوى شـن الـحرب عـلـى العراق

تأليف: بوب وودورد

في اوائل يناير عام 2001 وقبل حفل تنصيب الرئيس بوش، بعث تشيني برسالة الى وليام كوهين وزير الدفاع الذي كان يستعد لترك منصبه يقول فيها انه يرغب في الحصول على «عرض جاد لقضية العراق والخيارات المختلفة حولها». فالرئيس المنتخب يجب الا يعطي تقريرا روتينيا معلبا حول ما يدور في العالم مثل التقارير التقليدية التي تقدم للرؤساء الجدد. وان العراق يجب ان يكون الموضوع رقم واحد.

وكان تشيني قد تولى منصب وزير الدفاع خلال رئاسة بوش الاب وابان حرب الخليج الاولى. وقد ظل لديه شعور عميق بعدم انجاز المهمة في ما يتعلق بالعراق. وبالاضافة الى ذلك كان العراق البلد الوحيد الذي يتعرض لقصف دوري، وان كان متقطعا، من قبل الولايات المتحدة في تلك الايام. وكانت القوات الاميركية تشارك في حرب محبطة متدنية غير معلنة على العراق منذ حرب الخليج عندما طردت قوات التحالف المدعومة من الامم المتحدة قوات صدام من الكويت.

اجتماع القبو


وفي صباح الاربعاء 10 يناير، اي قبل عشرة ايام من يوم تنصيب الرئيس، ذهب بوش، وتشيني، ورامسفيلد، ومستشارة الامن القومي كونداليسا رايس، وباول الى البنتاغون للقاء كوهين. وبعدها نزل بوش وفريقه الى الطابق الارضي الى القبو المنطقة الآمنة وقاعة الاجتماعات الخاصة بهيئة الاركان المشتركة.

وقدم جنرالان تقريراً امامهم حول وضع مراقبة منطقة الحظر الجوي. وقد كانت مهمة مراقبة منطقة الحظر الجوي مهمة خطيرة ومكلفة حيث تتعرض طائرات قيمتها عدة ملايين لخطر الاصابة بنيران الدفاعات الجوية. وكانت لدى صدام كميات كبيرة من المدافع المضادة للطائرات من عيار 57 ملم. وفيما يتعلق بالسياسات هل ستستمر ادارة بوش في ضرب صدام؟ وهل هناك استراتيجية قومية تقف خلف هذه السياسات ام ان الامر فقط مجرد تبادل اطلاق نار مستمر؟

وجرى استخدام العديد من اسماء البرامج معظمها معروفة بالنسبة لتشيني ورامسفيلد، وباول الذي امضى 35 عاماً في العمل ضمن القوات المسلحة وتولى منصب رئيس هيئة الاركان المشتركة في الفترة ما بين عام 1989 و1993.

وطرح الرئيس المنتخب بوش بعض الاسئلة العملية حول كيفية سير العمل الا انه لم يعبر عن رغباته او يلمح بها.

وكان موظفو هيئة الاركان المشتركة وضعوا قطعاً من حلوى النعناع امام كل مقعد واخرج بوش واحدة من لفافتها الورقية ووضعها في فمه. ولمح في وقت لاحق القطعة الخاصة بكوهين، وعبرت تعابير وجهه عن تساؤل: هل تريدها؟ واشار كوهين انه لا يريدها. ومدّ بوش يده وأخذها. وفي نهاية عرض التقرير الذي استمر لساعة وربع الساعة، لاحظ رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون ان بوش ينظر الى قطعة حلوى النعناع الموضوعة امامه، فقام باعطائه اياها.

تشيني يستسلم للنوم


وكان تشيني ينصت لما يقال ولكنه كان متعباً واغلق عيناه، ولوحظ وهو يحني رأسه نعاساً عدة مرات. اما رامسفيلد الذي كان يجلس في نهاية الطاولة، فقد أبدى اهتماما بالغاً ولكنه ظل يطلب من الجنرالين مقدمي التقرير رفع صوتيهما. وعلق احد اعضاء هيئة الاركان سراً الى احد زملائه بعد تلك الجلسة بقوله «إننا مقبلون على بداية عظيمة. فنائب الرئيس غلبه النعاس والنوم، ووزير الدفاع ضعيف السمع».

واذا ما وضعنا في الاعتبار خلفية تشيني في مجال الامن القومي والتي تعود الى عهد ادارة الرئيس فورد، والفترة التي قضاها في لجنة الشؤون الاستخبارية في مجلس النواب، وتوليه منصب وزير الدفاع، فإن الرئيس الجديد قال انه يرغب بشدة ان يتولى تشيني الشؤون الاستخبارية. وخلال الايام الاولى للادارة الجديدة قام تشيني بزيارة للاجهزة الاستخبارية ومن بينها وكالة المخابرات المركزية ووكالة الامن القومي، ووكالة الاستخبارات الدفاعية التابعة للبنتاغون. وكان مصراً على التعرف على ما جرى خلال السنوات الثماني التي مضت منذ اخر مرة عمل فيها في الحكومة. كما طلب بوش من تشيني دراسة المخاطر التي يشكلها الارهاب بالنسبة الى اميركا، وبصفة خاصة التهديد الذي تمثله الاسلحة البيولوجية والكيماوية، وبحلول صيف عام 2001، عين تشيني الادميرال المتقاعد ستيف ابوت للاشراف على برنامج يركز على قضية الدفاع الداخلي.

وبمعرفة الرئيس الكاملة وتشجيعه، بدأ تشيني في اختبار جميع اسوأ السيناريوهات. وبسبب خبرته ومزاجه فقد كان ذلك تكليفاً مثالياً بالنسبة له. فقد كان يشعر ان على الادارة اعداد نفسها لكل ما هو غير متوقع. وقد كان ذلك احد الاساليب التي تجعل منه الرجل الثاني في الادارة الذي يتمتع بالكفاءة، اي العمل على بعض القضايا والتحول الى خبير في مجالها، وبعدها اقناع المسؤ ول الاول بتبني الحلول التي يقدمها.

وكان تشيني يرى ان ادارة كلينتون فشلت في الرد على الاعمال الارهابية مثل تفجير مركز التجارة العالمية في عام 1993. وانه قد برز نسق من الردود الضعيفة حيث لم يتم رد مؤثر على تفجير ابراج الخبر في عام 1996، كما لم يتخذ رد كاف على تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ولم يتم الرد على تفجير السفينة الحربية كول في اليمن عام الفين.

أمران للتغيير


وقد اتضح لتشيني في اعقاب 11 سبتمبر ان التهديد الذي يشكله الارهاب قد تغير وتنامى بصورة كبيرة. وعليه فإنه يجب تغيير امرين. اولاً يجب تخفيض مستوى المواصفات المطلوبة للاثبات حيث لا يعود مطلوبا تقديم ادلة دامغة بالنسبة للولايات المتحدة للدفاع عن نفسها. وثانياً ان الدفاع وحده لم يعد كافياً فإن هناك حاجة الى الهجوم.

واكثر التهديدات خطورة التي تواجهها الولايات المتحدة الآن هي الاسلحة النووية والمواد الكيماوية والبيولوجية التي قد تقع في ايدي الارهابيين داخل حدود البلاد. وانه يجب فعل كل شيء لمنع ذلك. وقال بوش في مقابلة اجراها في ديسمبر الماضي «لقد رأى نائب الرئيس في اعقاب 11 سبتمبر ان صدام حسين يشكل تهديداً للسلام. وكان لديه موقف ثابت تجاه الخطر الفعلي الذي يمثله صدام».

لقد ظل كولن باول دائما ادنى مستوى بدرجة واحدة من ديك تشيني. فعلى مدى ثلاثة عقود، ظل يعمل بجد الى ان وصل الى منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، ولكن تشيني كان رئيسه كوزير للدفاع. ومن ثم حين عيّن وزيرا للخارجية في إدارة بوش (الابن)، ظل تشيني أعلى منه بصفته نائبا للرئيس. وفي اجتماعات مجلس الأمن القومي يجلس تشيني إلى يمين الرئيس ويجلس باول الى يساره.

الحقيقة غير المؤذية


ويثير تشيني دائما حيرة باول، وحين كتب مذكراته ظل يعيد صياغة النصوص التي تتحدث عن تشيني المرة تلو المرة، ثم ارسلها الى صديقه المقرب ريتشارد ارميتاج الذي يشغل منصب نائب وزير الخارجية الآن، الذي اعترض على بعض النصوص، واخيرا ابلغ باول صديقه ارميتاج انه «عثر على طريقة أقول فيها الحقيقة بطريقة غير مؤذية».

وفي الصيغة النهائية من مذكراته بعنوان «رحلتي الاميركية» التي نشرها عام 95، كتب عن تشيني يقول «لم امض مع تشيني طوال اربع سنوات ساعة واحدة خارج نطاق العمل». وتحدث عن آخر يوم لتشيني كوزير للدفاع حين ذهب الى مكتبه فلم يجده، فسأل الموظفين في البنتاغون «أين الوزير؟»، فقالوا انه غادر قبل ساعات، فكتب عن الحادثة يقول «لقد اصبت بخيبة أمل وتألمت ولكني لم استغرب، فقد غادر رجل الكاوبوي وحيدا دون ان يقول وداعا».

وكانت لدى باول قضايا مختلفة مع بوش فلم يكن يرتاح أحدهما إلى الآخر، وساد نوع من المنافسة علاقتهما. لقد بحث باول امكان خوض انتخابات الرئاسة عام 96 بعد استطلاع للرأي اظهر انه الرجل الذي يحظى باعلى شعبية في البلاد. ولأسباب شخصية، وبعد حسابات معينة ولعدم وجود اي ضمانات في السياسات الاميركية قرر عدم خوض الانتخابات، ولكنه ظل من وراء الكواليس كجنرال سابق وبطل حرب وكصوت معتدل لن يخوض انتخابات عام 2000 حين يخوضها جورج بوش.

للموضوع تكملة..................
 
عودة
أعلى