- التسجيل
- 11 مايو 2008
- رقم العضوية
- 8980
- المشاركات
- 1,255
- مستوى التفاعل
- 114
- الجنس
- الإقامة
- ارض الله واسعة

في صبيحة هذه الايام ، تحددت زيارتنا الى ديره ( الحرات) من مناطق قدى ، وقررنا وجهتنا إليها عبر خب الشيمسي في دبا , ووصلنا في المسير الى منطقة من ديار بني لصم وهم عشيرة كبيرة منسوبة الى صليم بن عايز بن عمرو بن مالك بن فهم.

وبينما نقطع الطريق الالتوائي بسيارتنا ذات الدفع الرباعي فبدرت لنا من أول وهله ديرة سبطان من بين احضان الجبال ، وتوجد على اطرافها ابراج صخرية عالية ومشبعة بعبق الماضي ومنسوبه إلى عشيرة بني جديد الذين يرجعون نسبهم الى جديد بن جشم بن فراهيد بن مالك بن فهم، توقفنا عندها مفعمين بالماضي ثم غادرناها ونحمل في جعبنا الكثير من علامات الاستفهام , نسيتها عندما لفت نظري منها الاخ راعي شما بسؤال صريح ، قصده معرفة موقع ديار بني علي , وكان جوابي له بسرعة الواثق، اشرت بيدي للدردور الماثل على يميننا ، وبجواره من الخلف جبال متواصله التي تمتد الى الواججه البحرية تصل إلى معاقل بني علي، وهم عشائر يعود نسبهم الى علي بن سوده بن عمرو بن ماء السماء الأزدي، في حينها مشغولين نهب بالصعود داخل جبل عالي الارتفاع , وكان هذا الجبل يطلق عليه جبل خنزور , تقطنه عشيرة الخنازرة ونسبهم يصل الى خنزير بن اسلم بن هناءة بن مالك بن فهم .
الأخ راعي الحرات ابن الجبال وفخور يقود السيارة بثقة ، اشار بيده التي رفعها من على مقود السيارة ، واشار إلينا الى مرتفع عالي عليه آثار مسجد قديم ، مما اثار اهتمامنا, وتدعى هذه القمة رعل لحريم ، الواقعة على مشارف منطقة السي ، غادرنها كما مغادرتنامن بعدها خصب والحرف ، وفي آخر الطريق المؤديي إلى ديرة الحراث ، إستوقفنا موقع دفاعي يشرف على الطريق الجبلي العالي الارتفاع الذي بين خصب وبخا وهو يعود تاريخه الى فترة انقلاب الحكم الشحي في بخا .

توقغنا نتأمله بنفس عميق، وعلى ضوءه تذكرت حكاية والدي الذي شارك ضد الانقلاب ، وقد رابط ومعة اثنان من ابناء عمومته بالقرب من هذا الموقع بموقع عملوه ليلا ، ويبعد عنه بحوالي كيلوا من الأسفل ، ولو عرفهم في المقبض المشار ، ومؤيدين للانقلاب لرموهم ، لم يطلقوا الرصاص على والدي رغم سيطرتهم في الاعلى ، لانهم اختلطت عليهم الامور ، ولم يتمكنوا من معرفة من هؤلاء ، لان والدي ومن معه تمالكوا الهدوء وانسحبوا من موقع الخطر أيضا بهدوء .
عموما غادرنا الموقع الدفاعي ، في وقت كادت الشمس تشرف على المغيب ،وكان الجو ممطرا وزخات المطر تهطل بدموع الفرح تبلل الزجاج الأمامي , ورافقتنا الزخات الى عتيه ديرة الحرات , إلى أن علموا بنا اخوان شمه الحراتيين الذين يحرصون بالتواجد في ديرتهم باستمرار ، واستقبلونا استقبالاحارا لدى وصولنا بالحفاوة العربية الاصيلة ،وكرمونا بتقديم الطعام وشراب القهوة العربية , و النهار أوشك على الوداع ، وآنسناهم ولكن تأثرنا بوداع النهار وقررنا مثله نطلب منهم الانصراف ، والذين رفضوا الطلب ، ووافقوا لنا من بعد مساومات على الانصراف .