أم الخير
๑ . . عضو إمبراطوري . . ๑
- التسجيل
- 20 مارس 2011
- رقم العضوية
- 13442
- المشاركات
- 4,969
- مستوى التفاعل
- 689
- الجنس
- الإقامة
- أرض الله الواسعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سُئِلَ الإمام ابن عثيمين رحمة الله عليه : فضيلة الشَّيخ ! ما أهمية الْخشوع في الصَّلاة ؟
وكيف يكون الإنسان خاشعاً في صلاته ؟
فأجابَ بقوله : أهمية الْخشوع في الصَّلاة على وجهين :
* الوجه الأوَّل : أنه كمال للصَّلاة ، بل هو لبُّ الصَّلاة ، وروحها .
- والخشوع يعني : حضور القلب بحيث إن الإنسان يكون حال الصَّلاة وهو يقرأ ويركع
ويسجد مستحضراً هذه العبادة العظيمة ، فلا يفعل هذه الأشياء وقلبه في مكان بعيد .
* والوجه الثَّاني : أن الْخشوع في الصَّلاة أكثر ثواباً ،
وقد امتدح الله عزَّ وجلَّ الَّذين هم في صلاتهم خاشعون .
أما ما يعين على الْخشوع فهو : أنَّ الإنسان يفرغ قلبه إذا أقبل على الصَّلاة تفريغاً كاملاً ،
ويشعر بأنه واقفٌ بين يدي الله عزَّ وجلَّ ، وأن الله عزَّ وجلَّ يعلم ما في قلبه كما يعلم تحركاته في بدنه ،
ليس كالملوك ، يمكن أن تقف أمام الملك متأدباً بظاهرك وقلبك في كل مكان ولا يعلم ،
لكن الله عزَّ وجلَّ يعلم ظاهرك وباطنك ، فاسْتحضر أنَّك بين يدي الله ،
وإذا قلت : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
اسْتحضر أنَّ الله يجيبك ؛ لأنه ثبت في " الصَّحيح " عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
أن النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : (( قال الله تعالى : قسمت الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين ،
فإذا قال : " الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
قال : حمدني عبدي ،
وإذا قال : " الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
قال : أثنى عليَّ عبدي ،
وإذا قال : " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "
قال : مجدني عبدي ،
وإذا قال : " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ "
قال : هذا بيني وبين عبدي نصفين ،
وإذا قال : " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ "
قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )) .
لو أنَّنا اسْتحضرنا هذه المحاورة مع الله عزَّ وجلَّ ، هل يمكن أنْ تلتفت قلوبنا يميناً أو شمالاً ؟
لكن المصلِّي في غفلة ؛
فمن أكبر العون على الْخشوع :
˝ أولاً : أن يتعقد الإنسان أنه واقف بين يدي الله .
˝ ثانياً : أنْ يعتقد أنَّ الخشوع من كمال الصَّلاة ، وأنَّ الإنسان ربَّما ينصرف مِن صلاته
وما كتب له منها إلا نصفها أو ربعها أو عشرها .
˝ ثالثاً : أنْ يعتقد كثرة الثَّواب بالخشوع ، فهذه مِنَ الأسباب أنَّ الإنسان يسْتحضر ذلك ،
ولهذا قال الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافع الأخبثان )) .
لماذا ؟ لأنَّ قلبه مشغول ، أمَّا الإنسان العاقل ما الَّذي يجعل قلبه يشتغل ؟ نعم .اهـ.
([ سلسلة لقاء الباب المفتوح / 37 / الوجه الثَّاني د: 13 ])