ـ 51 ـ
قصيدة بأبي الشموس
أبو الطيب المتنبي شاعرٌ رُزق السعادة في شعره ، وأوتي النباهة في ذكره
جعل من القصيد نشيداً في فم الزمن ، فسار ذكره مسير الشمس
وأضحى شعره سِجلّ الخلود
وكان طالب ملك ، وعاشق مجد ، وخاطب دولة ، حتى ملأ الدنيا ، وشُغل بأمره الناس
وهذه احدى روائعه ، قرأتُها في صغري ، فأدركت موسيقاها بشعوري
وإن كنت لا أدرك معناها بعقلي
وأحس أن سحراً ينبثق من السطور فيغمر القلب بالنشوة
كاللحن الشجي ينساب في الأذن
فيملؤها جمالاً من غير تحديد ، ووحياً من غير بيان ، ولذةً من غير وعي .
[poem=font="traditional arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
[poem=font="traditional arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بِأَبي الشُموسُ الجانِحاتُ غَوارِبا =اللابِساتُ مِنَ الحَريرِ جَلابِبا
المَنهِباتُ قُلوبَنا وَعُقولَنا = وَجَناتِهِنّ الناهِباتِ الناهِبا
الناعِماتُ القاتِلاتُ المُحيِيا = تُ المُبدِياتُ مِنَ الدَلالِ غَرائِبا
حاوَلنَ تَفدِيَتي وَخِفنَ مُراقِبًا =فَوَضَعنَ أَيدِيَهُنّ فَوقَ تَرائِبا
وَبَسَمنَ عَن بَرَدٍ خَشيتُ أُذيبهُ =مِن حَرِّ أَنفاسي فَكُنتُ الذائِبا
كَيفَ الرَجاءُ مِنَ الخُطوبِ تَخَلُّصًا =مِن بَعدِ ما أَنشَبنَ فِيّ مَخالِبا
وَنَصَبنَني غَرَضَ الرُماةِ تُصيبُني = مِحَنٌ أَحَدُّ مِنَ السُيوفِ مَضارِبا
أَظمَتنِيَ الدُنيا فَلَمّا جِئتُها =مُستَسقِيًا مَطَرَتْ عَلَيّ مَصائِبا[/poem][/poem]
ثم يقول مادحاً علي بن منصور الحاجب :
[poem=font="traditional arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
[poem=font="traditional arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
حالاً مَتى عَلِمَ ابنُ مَنصورٍ بِها =جاءَ الزَمانُ إِلَيّ مِنها تائِبا
مَلِكٌ سِنانُ قَناتِهِ وَبَنانُهُ = يَتَبارَيانِ دَمًا وَعُرفًا ساكِبا
يَستَصغِرُ الخَطَرَ الكَبيرَ لِوَفدِهِ =وَيَظُنُّ دِجلَةَ لَيسَ تَكفي شارِبا
سَل عَن شَجاعَتِهِ وَزُرهُ مُسالِمًا =وَحَذارِ ثُمّ حَذارِ مِنهُ مُحارِبا
إِن تَلقَهُ لا تَلقَ إِلّا قَسطَلًا = أَو جَحفَلًا أَو طاعِنًا أَو ضارِبا
أَو هارِبًا أَو طالِبًا أَو راغِبًا =أَو راهِبًا أَو هالِكًا أَو نادِبا
هَذا الَّذي أَبصَرتَ مِنهُ حاضِرًا =مِثلُ الَّذي أَبصَرتُ مِنهُ غائِبا
كَالبَدرِ مِن حَيثُ التَفَتّ رَأَيتَهُ =يُهدي إِلى عَينَيكَ نورًا ثاقِبا
كَالبَحرِ يَقذِفُ لِلقَريبِ جَواهِرًا = جودًا وَيَبعَثُ لِلبَعيدِ سَحائِبا
كَالشَمسِ في كَبِدِ السَماءِ وَضَوؤُها =يَغشى البِلادَ مَشارِقًا وَمَغارِبا[/poem][/poem]
ملاحظة :
متصفح Explorer يظهر القصيدة بالتنسيق